بعض متعهدي وتجار الزوايا في الصحف والمجلات وجدوها فرصة لتصفية حسابات وخلافات شخصية، بعضهم لا يحسن «فك الخط» وإذا به - بين عشية وضحاها - يصبح نجما، مع علمنا بأن إشعاعه وضوءه طارئان سرعان ما يخبوان ويتلاشيان.
يزكيه أحدهم - وبحسن نية - لتغطية إحدى الفعاليات، وتمني نفسك بتغطية نوعية، وخصوصا ان الرجل واحد من الشعراء الذين بدأوا في تطوير تجربتهم وأمامه شوط طويل للوصول الى مرحلة النضج في التجربة، ولكنك تصدم حين تصلك التغطية - على رغم التحفظ على مسمى «تغطية»، فالأوْلى بها أن تسمى «كشفا»، لأنها تكشف عن مضمون ما قيل وما طرح، أما التغطية فهي مواراة وحجب لما قيل وطرح - تصدم حين تصلك «التغطية»، فإذا بها هراء في هراء ولا علاقة لها بالأسلوب الصحافي أو حتى الكتابة من قريب أو بعيد، وخصوصا حين يعمد الشاعر إياه إلى وصف الشارع المؤدي إلى المقر والملابس التي يرتديها رواد المكان، ودرجة ارتفاع وانخفاض أصوات المشاركين في الفعالية، والإجراء الذي اتخذته بصفتك معنيا بدرجة ومستوى ما يطرح في الصفحة التي تشرف على تحريرها، ان قمت بركن «التغطية» جانبا ولم تعرها اهتماما، ولست مطالبا برفع سماعة الهاتف لترد الصدمة التي تلقيتها بصدمة توجهها إلى المتسبب في ذلك، كأن تقول له لم يصلني منك سوى تفاهات وهراء في هراء، حفاظا على مشاعره وحرصا على الاحتفاظ بخيط واه من العلاقة البعيدة التي تربطك به، ثم انك لم تعتد مجاملة احد، كأن تقول له: «التغطية» جيدة وستأخذ طريقها للنشر، وأنت تعلم انها رديئة ولن ترى طريقها إلى «النشر» بل إلى «الطي».
يظل الرجل يضمر لك ما اعتقدت انه حل وسط، وخصوصا انه لم يكلف نفسه عناء رفع سماعة الهاتف لمتابعة «إنجازه الخارق»، فلو كان يحمل ذرة ثقة فيما أرسل لوجد في تأخر النشر سببا كافيا لرفع سماعة الهاتف ولصب «جام» و«قيمر» غضبه على المحرر الذي يعتقد انه لا يفقه من الشعر والشعور شيئا على حد تعبيره في إحدى زواياه الاستثمارية.
يضمر لك الرجل ما «ارتكبته» في حقه ، فيعمد إلى استثمار مساحة / زاوية في مطبوعة زميلة تكن لمحرر صفحتها احتراما وودا كبيرين، وتربطك به علاقة أخوية راسخة، ولأن الزميل على درجة من الخلق والدماثة ورحابة الصدر وسعة الأفق، لم يتردد في منحه تلك المساحة، وهو حق للمحرر لا جدال فيه؛ فيبدأ بصب «جام» غضبه عليك لأنك نبهته إلى المقلب الذي وضع فيه، ربما لكونه يكتب قصيدة مازالت في الأطوار الأولى من نضجها، ولذلك اعتقد ان بإمكانه الكتابة في كل شأن من شئون الناس والطبيعة والحياة وحتى علم تشريح الحشرات.
قراءة الزاوية الاستثمارية للشخص الذي نحن بصدده تكشف عن فقر وسذاجة وقلة حيلة وإرث ضخم من المقالب التي «شربها»، فلا هو بعد سنوات من الكتابة استطاع أن يكون رقما صعبا في معادلة التجربة الشعرية النبطية في المملكة ، ولا هو استطاع أن يفلح في استثمار المساحة / الزاوية التي راح يتطاول من خلالها على كل من لا يرى فيه «ظاهرة فريدة تستحق الوقوف عندها وتأمل إمكاناتها»!.
متى ستتعافى هذه الساحة من وباء المجاملات والمحسوبيات والترويج لسلع انتهت صلاحيتها؟؟؟.
أول النص
لا تفتح الرادو ...
بتواجهك كذبه تقول:
اللي انزحوا... عادوا...
ولا تفتح التلفاز...
بتواجهك صوره تقول:
الصمت بعد الخيبه والتطنيش والخسران
الحمد لله فاز..
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 253 - الجمعة 16 مايو 2003م الموافق 14 ربيع الاول 1424هـ