لاشك في أن منتخب البحرين لكرة القدم مقبل على مرحلة مهمة جدا من عمر التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم، يقابل فيها المنتخب العربي السعودي الشقيق في مباراتين تقامان خلال أمسيات شهر رمضان الفضيل الذي يكثر فيه الدعاء وطلب تحقيق الرغبات الغالية التي من بينها تحقيق الفوز والتأهل إلى الملحق الأخير الذي نقابل فيه منتخب نيوزيلندا.

والحديث عن أهمية المباراة وقوة المنتخب السعودي ليس فيه جديد، لأن المنتخب السعودي - والحقيقة تقال - يعد من أفضل المنتخبات العربية والآسيوية، وكان الأقرب للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، إلا أن الحظ خذله أمام كوريا الشمالية وهو يلعب مباراته الأخيرة على أرضه وبين جماهيره الغفيرة. ومثل ما يقال عن المنتخب السعودي يقال عن منتخبنا الذي يملك من النجوم والخبرات الكبيرة ما يجعله يقف الند للند لأي منتخب خليجي، ولكن الكرة المجنونة لا تعرف كبيرا ولا صغيرا، لأن الفريق الذي لا يستطيع الفوز على أرضه، يصبح قادرا على قلب موازين المباراة على ملعب خصمه. عموما، ما نتمناه هو الفوز لمنتخبنا الكروي بعد أن يقدم العرض الجيد الذي ينم عن مكانة الكرة البحرينية ونجومها الذين أصبحوا نجوم ملاعب دول التعاون الشقيقة.

إلا أن ما استوقفني عند موضوع معسكر المنتخب المقام حاليا في ربوع مدينة «تاتز منسدورف» النمسوية في أجواء ربيعية ولا أحلى منها، بعيدين كل البعد عن أحوال المنطقة الخليجية الملتهبة بالحرارة العالية، هو الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية وذكرت فيه، أن معسكر إعداد المنتخب السعودي لمباراة الذهاب لمنتخب البحرين سيقام في مدينة صلالة العمانية، وسيلعب خلالها مباراتين تجريبيتين إحداهما مع المنتخب العماني والأخرى مع أحد الأندية العمانية. لذلك بت أتساءل بصوت مسموع، لماذا يعسكر المنتخب السعودي في الأجواء الخليجية الحارة؟ ولماذا لم يهرب إلى أحد معسكرات الدول الأوروبية كما فعل منتخبنا؟ فهل يعني هذا أن جهاز المنتخبات الوطنية لكرة القدم عندنا يخطط بصورة أفضل؟ أم أن المنتخب السعودي عاجز عن إقامة معسكر تدريب في أوروبا بسبب الكلفة المالية العالية؟

أؤكد للقارئ الكريم أن الإجابة على هذه الأسئلة لا تحتاج إلى ذكاء أو فهم في لعبة كرة القدم، لأن «العالم لا يعلَّم، واللبيب بالإشارة يفهم» فقد كانت مشيئة المدرب الخبير ميلان ماتشالا فوق مشيئة الجميع لأنه يفضل أن يقضي أشهر الصيف قريبا من بلده العزيز كرواتيا وفي أجواء ولا أجمل ولا أحلى منها! أما العودة مجددا للإعداد في الأجواء الحارة التي هي أجواء مباراتي الذهاب والإياب، فإن هذا لا يهم المدرب الخبير!