العدد 2525 - الثلثاء 04 أغسطس 2009م الموافق 12 شعبان 1430هـ

كلمة وفاء لأهل الوفاء

منصور حسن بن رجب comments [at] alwasatnews.com

أحمد الله سبحانه وتعالى، بأن استرد أمانته في قمة عطائها وعنفوان شبابها، أعني بذلك حبيبي وولدي الوحيد (حمد) من دار الفناء إلى دار البقاء، أكتب هذه السطور بدموع الفراق الأبدي، فقد سبقني - يرحمه الله - إلى الموت بعد أن ردد على مسامعي دائما وأبدا بأن لا يغادر هذه الدنيا بعدي، أشعر بأنه كان وجلا من ساعة الفراق...

كنت عازما على السفر إلى دولة الكويت الشقيقة، في زيارة اجتماعية قصيرة استوقفني قبلها بيوم مناشدا بألا أغادر حتى تضع زوجته الوفية ابنته، التي أسماها ريم قبل أن تطلق صرخة استقبال الحياة، والتمسني ببر الابن لأبيه بأن أكون أول من يحملها بين ذراعيه ويعزف ألحان السماء بالآذان في أذنيها الصغيرتين...

مر أسبوع على توقف قلبه، الذي كان ينبض بحب أهله ووطنه واستلهام ثقافته، كان يؤمن بأن الناس من حوله بشتى خلفياتهم ومعتقداتهم جزء لا يتجزأ من أحلامه وآماله وعاطفته وتطلعه المستقبلي بمنظوره المادي والمعنوي...

كانت أنفاس ذويه وأصدقائه وزملائه ومعارفه وأبناء (ديرته) العطر الذي يتمتع بنسيمه، حيث تختلط مشاعره بإيقاع الحياة واندفاع الشباب والتمسك الوثيق بسراج الدين والولاء المطلق لعقيدته، فقد كانت جوارحه تتناغم مع «الرادود الحسيني» بقصائد رثاء الإمام الشهيد وتتجاوب، مداركه مع انتماء أصيل لبحرين حمد بن عيسى في السراء والضراء، وقطرات الندى الوطنية الجميلة تنعكس في طرحه الصحافي المحترف ووجهة نظره في الأحداث التي تمر على الوطن والجوار الإقليمي...

كانت نبضات قلبه - يرحمه الله - تلهج بالتفاعل مع شباب الوطن وتطلعاته بأسلوبه الكتابي الذي يتميز برشاقة الشباب وطموح أبناء وبنات البحرين الغالية...

إن للإنسان قدرة في التصدي لمشكلات أفراد المجتمع، والعمل على تذليل العقبات، التي تقف حائلا أمام الرزق تارة وتصد الطموح تارة أخرى، كان توسطه للناس في قضاء حاجة ما ممزوجة بإلحاح طفولي ومتابعة مستمرة، فقد اعتذر من كثير مما سعى له في فعل الخير لعدم قدرتي عليها فيقول لي إن الوطنية هي الوقوف مع الأقارب وأهل الديرة باختلافهم فهي معيار الغيرة على الوطن والدين ويردد المثل «اللي ما فيه خير مع أهله ما فيه خير مع الناس»، فيلهمني القوة والعزم على تحقيقها...

كان - يرحمه الله - يعتبر سكان المنامة وأهل البحرين كافة أهلا وأقارب دون تمييز أسري أو طائفي...

عزائي اليوم رؤيتي لأبناء جيله من الشباب والفتيات وما رأيته من مواساة حقيقية صادقة من أهل الوفاء والجود أهل البحرين الكرام قيادة وشعبا لهو بلسم يخفف من فراق ابني (حمد)، فقد دفنت مهجتي معه يوم تشييعه المهيب الذي يعكس أصالة شعب بحرين حمد بن عيسى وتطبيق عملي لتعاليم النبي محمد والأئمة الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام في الوقوف مع أهل كل فقيد...

كم أتمنى لو تتاح لي الفرصة بأن أدخل كل بيت في البحرين وأقبّل كل رأس أب وأم وجبين كل أخت وأخ وابن على عواطفهم الجياشة التي غمرونا بها أنا وزوجتي وبناتي وأهلي، فمشاعري أكبر من أن تقف عند حدود...

أتقدم بالشكر والشكر لا يفي لمقام سيدي الوالد الكريم العطوف صاحب الجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه، على عظيم عطفه وصدق مواساته، وإلى سيدي الوالد الجليل صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر على ما تكبده من عناء بتواضع جم وخلق رفيع حينما قدم بموكبه الكريم مباشرة من المطار إلى مأتمنا ليخفف علينا المصاب الجلل، والشكر موصول إلى شبل حمد ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الموقر على زيارته الكريمة وأخلاقه العالية ومواساته الصادقة، وإلى أصحاب السمو والمعالي أبناء الأسرة المالكة الكريمة كافة على ما شملونا به من كريم المواساة وجميل التعزية...

الشكر لمن تكبد عناء السفر أو الاتصال من خارج البحرين ولاسيما من أهلي وأصدقائي وأحبتي المخلصين في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وعمان وقطر والإمارات والعراق وإيران وسورية ولبنان ومصر والمغرب وتونس وبريطانيا وفرنسا واليونان وبلغاريا والصين وأميركا وأستراليا...

الشكر لكم يا أهلي وأحبتي أهل البحرين كافة، فأنتم عزي وفخري فاللسان يعجز والقلم يجف والشكر لا ينتهي فقد طوّقتموني بطوق المحبة الذي لن أنساه مادمت على قيد الحياة، فغابت شمس ابني حمد ولكنها أشرقت بكم من جديد...

وإنا لله وإنا إليه راجعون...

إقرأ أيضا لـ "منصور حسن بن رجب"

العدد 2525 - الثلثاء 04 أغسطس 2009م الموافق 12 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:01 ص

      كلمة وفاء لاهل الوفاء

      ان الله مع الصابرين وجعله الله من سكنة جنة النعيم

    • زائر 8 | 6:33 ص

      رحمه الله بواسع رحمته

      رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. الله يصبركم

    • زائر 7 | 4:42 ص

      لك البقاء وله الرحمة

      لم اكن اعر ف هذا الشاب الا من خلال العهد ولكن بعد وفاته ظهرت شخصيته الحقيقية لمن لا يعرفونه ... كرمه وعطفه على الناس لن يضيع ان شاء الله ...

    • زائر 6 | 4:40 ص

      تعزية وصلاة

      ابا حمد اتقدم لكم وكلي حزن واسى لفقدان العزيز حمد تغمده الله بواسع رحمته والهمكم الصبر والسلوان يا ابا حمد يشهد الله اني لم اسمع الا متاخرا وعوضا عن ذلك قمت له بالدعاء والصلاة في حضرة الامام الرضا ع

    • زائر 5 | 2:43 ص

      يعطيك العافية يا ابن خالى العزيز

      الله يصبركم انت وحبيبتى ام حمد والبنات وزوجتة وتتربى فى عزكم الريم ويصبرنا كلنا فهو عزيز علينا واجد

      سميرة السلمان

    • زائر 4 | 2:37 ص

      يعطيك العافية يا ابن خالى العزيز

      الله يصبرك انت وحبيبتى ام حمد والبنات وتتربى فى عزكم الريم واللة يرحمه كان عزيز وغالى على الكل

    • زائر 3 | 2:14 ص

      رحمه الله بواسع رحمته

      رحمة الله عليه وتجاوز الله عنه وعنا.. وهم السابقون لدار البقاء ونحن اللاحقون .. وبحرين الولاية .. بحرين محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عهدها ان لا تنسى ايا من ابنائها لتبقى الذكرى .. في الوجدان والذاكرة ..
      ويا ابو حمد ألا بذكر الله تطمئن القلوب وعظم الله اجوركم واجور العائلة الكريمة ..

    • زائر 2 | 1:57 ص

      ما مات من خلف.

      قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " خير أولادكم البنات " وقد من الله عليك بحفيدة جعلها الله قرة عين لك وسلوة ،،، ورحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
      نبيل العابد

    • زائر 1 | 1:51 ص

      كل القلوب معاك يا أبى حمد

      بكل صدقاً ووفاء ومحبتاً وإخلاص أتقدم الى الوالد ابى حمد بالشكر الجزيل على إخلاصه لبلده وشعبة فأبى حمد من معدن أصيل وعائلة عريقة في خدمة الوطن لا يتغير بتغير الظروف والاجواء، نتمنى من الله القدير ان نرى ابى حمد في القريب العاجل يمارسة عمله من جديد ممزوجاً بالجدية والابتسامه معا هذا هو منصور بن رجب .

اقرأ ايضاً