بحسب الأنباء الواردة من واشنطن أمس الأول, فإن السعودية على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل رفضت دعوات إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اتخاذ مبادرات عربية فورية لتطبيع العلاقات مع «إسرائيل»، مطالبة الدولة العبرية بالبرهنة على جديتها حيال السلام.

كما رفض الفيصل - الذي كان يتحدث إلى جانب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون - دبلوماسية «الخطوة خطوة»، مؤكدا ضرورة معالجة القضايا الأساسية مثل الدولة الفلسطينية واللاجئين، وقال إن «المسألة ليست معرفة ما سيقدمه العرب». وأضاف أن «المسألة الحقيقية هي ما ستعطيه «إسرائيل» مقابل هذا العرض الشامل».

ويبدو حاليا إما أننا جميعا نسيء الفهم الذي تقوله الإدارة الأميركية، أو أن الإدارة الأميركية تسيء طريقة طرح آرائها. فمن جانب يقول السفير الأميركي في المنامة آدم ايرلي - في مقابلة مع «الوسط» - إن التطبيع ليس شرطا أميركيا حاليا للبدء بعملية السلام، ولكن هناك حاجة إلى إبداء حسن النية عبر بعض الإجراءات على أن تتم عملية التطبيع في نهاية الاتفاق بين العرب و «إسرائيل».

إن المبادرة العربية التي وافقت عليها جميع الدول العربية تعرض تطبيعا كاملا وشاملا في العلاقات مع «إسرائيل» مقابل انسحابها من كل الأراضي التي احتلتها في العام 1967 وإقامة دولة فلسطينية، وهذا ما أشار إليه الفيصل عندما قال إن «إسرائيل لم تلبِّ حتى الآن مطلب وقف الاستيطان الذي اعتبره الرئيس أوباما غير شرعي»، وأكد أن ما يقود إلى طريق السلام في الشرق الأوسط «ليس الإعلان عن مبادرات بل معالجة القضايا الحقيقية».

يبدو أن السرية التي تحيط بالحوارات الحالية قد خلطت المصطلحات والمفاهيم مع بعضها البعض، ولعل أن الصحيح هو إجراء مفاوضات لها معنى بعيد عن الأضواء ولكن ما يخرج إلى الناس من خلال التصريحات يقول لنا إما أن الخلط وسوء الفهم مستمران أو أن هناك تصريحات علنية، وأخرى غير علنية، وهي تشبه تماما لعبة شد الحبل تتحرك كل يوم في اتجاه.

مهما كانت حقيقة الوضع، فإنه بلا شك أن أهم طرف في المعادلة هو الشعب الفلسطيني وممثلوه المنتخبون الذين يمكنهم أن يحسموا عدة قضايا، وأهم من ذلك كله أن تظل أميركا تضغط على «إسرائيل» بشكل أكثر وضوحا إلى أن تستجيب إلى مطالب الشعب الفلسطيني الأولية