استكمالا لمقال الأمس أطرح الآن مقتطفات مما طرحه هذا الكاتب المسعور طائفيا خلال 4 شهور فقط ليعرف الجميع فداحة المصيبة وكيف اننا لو حاولنا ان نصور حجم السب والشتم والاتهام فلن نستطيع. كل ذلك من أجل ان نضع الجميع امام المشكلة ومدى خطورتها وان القضية لا يسكت عنها فقد مكثت 10 ساعات، وأقتطع المقالات ولما اعدت قراءتها لتسجيل النقاط اصبت بقشعريرة. فعند قراءتها مجتمعة شعرت بحجم الفاجعة وبفداحة الامر، اذ انفجرت في وجهي لطمات ولكمات من شدة ما تحمل من اساءة صريحة لا تحتمل التأويل، فقلت: معقولة؟ كل ذلك يحدث في البحرين وعلى رؤوس الاشهاد وامام مرأى الجمعيات السياسية والحقوقية وامام سفارات العالم وامام الاساتذة العرب وامام الدولة وغيرهم ولا أحد يتكلم أو يبادر ولو بنصيحة الى السلطة التنفيذية بالالتفات الى خطورة ما يكتب فحتى الدواب ترفض المساس بكرامتها... المهم قمت بأخذ عينة فقط والا فالمقالات كثيرة ولا يسعني الا ان أقول: «إنا لله وإنا اليه راجعون» البقرة/,,156. وعلينه العوض مما يكتب ومما يجري ي هذا البلد ان نحن سكتنا عن هذه المهازل واليك نزر قليل.

1 في 2 نوفمبر/تشرين الثاني عدد (8989) قال هذا الكاتب: «وهما كمنبرين طائفيين وتجزيئيين بامتياز منشغلين في التأسيس والتكريس لثقافة مجافية للوطن البحريني وللثقافة الوطنية والوحدة الوطنية»... «حين يتولى صنابير هذا الانتاج اشخاص شغلهم الشاغل بذر بذور الفتنة... والامعان في تجزيء المجتمع لكي تمتد فروع الشجرات المزروعة المسمومة في افنية السياسة».

«وهل تحت شعار حرية التعبير يجب التسامح مع من يبتغون الفتنة ويبذرون بذورها وينظرون لتجزيء المجتمع؟» الكلام كله يأتي في سياق اتهام الطائفة الشيعية.

2 في 5 نوفمبر 2002 عدد (8992): «... وثانيا هناك من هو منشغل في تخريب الحاضر والمستقبل ولكن بما انه غير قدير على الصراحة عن مقاصده والوضوح في غاياته... ولكنه التجني على العادة من جانب بعض الناس ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله».

3 في 30 نوفمبر 2002 عدد (9017): في مقال يتحدث عن يوم القدس «فعندما يرى اناس من الناس ان هذه المرجعيات تناسبهم وتصلح لهم وعلى ذلك يحتفلون بمناسباتها ومظاهراتها وايامها ففي المقابل ليس يوجد البتة ما يلزم الغالبية العظمى للامة باعتماد هذه المرجعيات ايضا...».

- 18 نوفبر 2002 في معرض تقيسمه البحرين... «فإنه ليس يملك غير الفرح والفخر بأهالي البحرين، ذلكم على رغم من الافواه النافخة في جمر موجود وغير موجود».

- 25 اكتوبر/ تشرين الأول 2002 في معرض حديثه عن البحرين التقسيم ذاته للمواطنين «والمخلصين لمشروع الاصلاح والقلقين جدا على هوية البحرين، المستعدين لضروب التضحيات اليوم وغدا والى الابد، من اجل هذه الهوية ومن أجل حمايتها من مطامع وعبث العابث».

- في العيد الوطني يصور ان هناك فئتين في البحرين: فئة تسعى إلى تخريب العيد وفئة تسعد للعيد في 23 ديسمبر/كانون الأول 2002 عدد (9040) «أما النوع الثاني، الذي هو ظاهرة جديدة فعلا في هذه السنة فهم غرباء وطراء على أمثال هذه الاحتفالات ولكنهم استعدوا لها جيدا مع التقصد والترصد وتبييت النية فاجتمعوا على انحاء غير عفوية ولبسوا لباسا واحدا (بنطلونات سوداء وفانيلات سوداء...) لا احد البته يشتاق لقانون أمن الدولة ولكن لا أحد يرتضي هذا التقاعس والفتور من جانب سلطات البوليس في معالجة التجاوزات».

- ويتكلم عن المحرق ثم يقول في 15 فبراير/شباط 2003 عدد (9094) «... بخاصة ان هنالك من الاتجاهات التجزيئية من يرجو طمسنا واهدار تواريخنا نحن الأغلبية الطبيعية المطلقة وعماد الاسلام والوطن العربي وحرس الثغور عبر الدهور وفرض رواياته الخصوصية وسردياته الانعزالية على هوية هذا الجزء من الجيرة الخليجية».

- في 29 يناير/كانون الثاني 2003 بعد اشارة الى وجود مؤامرة من الخارج لضرب الوطن «التي احدثت من الشقاق والقطيعة واسباب الفتنة في مجتمع البحرين...» عدد (9077).

- الهجوم على «الوفاق» في 25 يناير عدد (9073) واتهمها بانها «تلتزم بالاجندة الفئوية الخالصة والترويج سرا وجهرا للافكار الخصوصية الوطنية، الاثنية»... ويقول: «في بيان الوفاق علامة على البدء في اعادة النظر في الفكر السياسي الوطني/الإثني وتجلياته المتنوعة في حيزات الثقافة السياسية والتاريخية لدى اهالي البحرين من الطائفة الاثني عشرية» لاحظ هنا أنه بدأ التصريح علنا باتهام كل الطائفة، ثم في 15 يناير 2003 عدد (9063) أخذ يقول: «مع ان السني سليل اهل السنة، والجماعة ليس يمكن البته اتهامه بالطائفية».

السؤال: هل المجتمع البحريني بحاجة الى مثل هذه الاطروحات من اتهام ونفي؟ وما الهدف منها؟ ولماذا كل هذا التحامل؟ واين هي الدولة من كل هذه الطرح الطائفي؟

وراح يقذف شيعة القطيف والاحساء ليتهمهم بالتخابر مع الأميركان: في 22 مارس/آذار 2003 عدد (9129): «لم يعد اليوم سرا بل هي حقيقة يرويها شيعة القطيف والاحساء انفسهم ان مبعوثين ودبلوماسيين أميركان شرعوا في الفترة الوجيزة في الاتصال بعدد من وجوه طائفة الشيعة الاثني عشرية (فقهاء ومثقفين وتجار ووجهاء)».

- في 21 مارس/آذار 2003 (9128) ذهب يستنهض الدول قائلا «فهؤلاء أهل السنة والجماعة ليست لهم في الكون دولة هم محسوبون عليها عالميا شأن الطائفة الشيعية في العالم قاطبة مع إيران».

وراح في اسفاف يخلط واقع العراق بواقع البحرين مستنهضا انظمة الخليج رابطا القضية بالدعوات البحرينية لحرية التعبير من دون ان نعرف ما هو الرابط في كل ذلك 20 مارس 2003 عدد (9127) «ترتكب انظمة الخليج والجزيرة العربية ان غفت عيونها الآن عن التداعيات وبخاصة من نواحيه الجنوبية المتاخمة للخليج»... رابطا اياه بالتمادي من غير زاجر للكتابات في البحرين «بذريعة حق التعبير والتعددية والديمقراطية» ويقول: «هذه الشعارات المصبوغة بأصباغ الحق الظاهر ولكنها التي في كثير من الاحيان انما يراد بها الباطل التجزئي المعلوم». وللحديث بقية.

...اللهم اني قد بلغت