أنا سعيد بما أشاهده من منافسة شريفة بين الملاحق الرياضية انعكست على نجاح التغطية الصحافية لنهائي أغلى الكؤوس وكأس ولي العهد لكرة القدم. وهو الأمر الذي كنا نطالب به منذ سنين طويلة لأننا - كرياضيين أولا - نشعر بالغيرة أو الإحباط، لأن دول مجلس التعاون الشقيق، تبرز هذه المناسبات بشكل جميل ورائع، وتخصص لها الجوائز المغرية التي تشد إليها عشرات الآلاف من المشجعين.
إلا أن نجاح تنظيم أي بطولة لا يقتصر فقط على التغطية الإعلامية من مرئية ومقروءة ومسموعة لأن النجاح - في اعتقادي - له ألف وجه ووجه، يبدأ بالاستعداد النفسي والبدني لكلا الفريقين للمباراة، وهو الذي يساعد على ظهور المباراة بمستوى فني جيد ترضى عنه الجماهير، ويليق بمكانة المباراة، وينم عن تطور كرة القدم البحرينية وخصوصا أن المباراة منقولة إلى جميع دول العالم عبر القنوات الفضائية التي ستحرص على نقل الحدث على الهواء مباشرة. أضف إلى الحضور الجماهيري الكبير الذي يملأ مقاعد استاد البحرين الوطني. ويساهم في شحذ همم اللاعبين والشد من عزيمتهم. والتنظيم المعد له بصورة جيدة من قبل اللجنة المشرفة على المباراة النهائية والتي يشارك فيها الكثير من الجهات، وهو الأمر الذي شاهدناه في نهائي كأس ولي العهد ونتمنى أن يتكرر بصورة أفضل في أغلى الكؤوس. بجانب التحكيم الذي يوصل المباراة إلى بر الأمان ويخرج بها بصورة نظيفة، وأنا في اعتقادي أن تحكيم المباريات النهائية أسهل بكثير من تحكيم أي مباراة أخرى بسبب أهميتها ومكانتها واحترام لاعبي الفريقين.
وفي اعتقادي - وهذا ليس من باب المجاملة - بأن جميع الجهات المشاركة في النهائي حتى كتابة هذه السطور، نجحت في ذلك، وقدمت كل ما لديها من إمكانات لإبراز المباراة النهائية التي يرعاها عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ولكن بقي أمر مهم جدا نتمنى الالتفات إليه في المواسم المقبلة وهو تحفيز الجماهير على الحضور وترغيبهم في ملء مقاعد الملعب وخصوصا أن الكل يعرف بأن النهائيات تقام في أجواء صيفية حارة. وأنا لا أطالب بأن تبدد الأموال الطائلة كتخصيص 20 سيارة «لاند كروزر» كهدايا للجماهير لأن هذا أمر مبالغ فيه. إذ ما زالت الصورة راسخة في ذاكرتي حينما كنت حاضرا أحد النهائيات في أحد الدول الخليجية، فقد كان رجل آسيوي ملتحي يجر زوجته «المبرقعة» وطفله الصغير لحضور المباراة من دون أن يعرف أسماء الفريقين.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ