العدد 2504 - الثلثاء 14 يوليو 2009م الموافق 21 رجب 1430هـ

كيف نشتري راحة البال؟!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نظرا لطبيعة عملي الذي يجعلني أحتَك بالأُسرة، وعطفا على ما لمسته من مشكلات داخل حياة الناس، فإنني وجدتُ أكثر الناس تبحث عن راحة البال، فبعضهم فسّره في طاعة الله، وآخرين في استثمار الأموال، والبعض رأى أن راحة البال تأتي من الرضى، ومن هذا المنطلق نود أن نعيش في حياة بعض الأسر، ونُلقي نظرة على مفهوم راحة البال عندهم:

الأسرة الأولى:

إن هذه الأسرة «نووية»، تتكون من الأم والأب و3 أبناء، تعمل الأم في النهار، وتتأخّر في عملها من أجل زيادة المال، وتأتي منهكة لتجد الأب وقد تجهّز ليخرج متوجّها الى عمله، فالأسرة تعيش بمستوى أكبر منها، وبذلك تغيب الأم ومن بعدها الأب في دوّامة الحياة بحثا عن المستوى اللائق، وتهمل الأبناء، وتجد في هذا المستوى ملاذا لراحة البال!


الأسرة الثانية:

الزوجة لا تعمل، ومُكرّسة حياتها لزوجها وأبنائها، تطبخ وتكنس وتنظّف، ويأتي الأبناء من المدرسة، وهم كُثر، يعاتبونها لأنها لم تعمل هذا ولم تطبخ ذاك، ومن ثمَّ يأتي زوجها من العمل، وتقدّم له طعامه، وتهتم بمزاجه، وتحاول أن تكون «السوبر وُمن» حتى يرضى عنها سي السيد، ولا تناقش ولا تجادل، بل إن راحة بالها عندما يدوس عليها من في بيتها، وعلى رأسهم زوجها!


الأسرة الثالثة:

داخل هذه الأسرة تجد العجب العجاب، فالأب بخيل حتى يكاد يموت من هذا البخل، والأم كريمة جدا حتى يكاد البعض يقول بأنّها تتحدّر من أسرة حاتم الطائي، والابنة الكبرى هي التي تهتم بالإخوة وبالبيت، فالأم مشغولة بكرمها، والأب مشغول ببخله وعدِّ نقوده، وتاهت الطفلة فأصبحت الأم وربّة الأسرة، وأخذت تبحث عن راحة البال، التي لم تجدها إلى الآن!

ويتراءى لي أسئلة ملحّة جدا تقول: هل راحة البال فردية أم جماعية؟، وكيف نشعر براحة البال؟ وهل هي في الأبناء أم في الصحة أم في المال؟

لقد قام القدماء بالبحث في النفس البشرية، لتقديم أجوبة عن ماهية راحة البال، ومازال الفلاسفة وعلماء الاجتماع والنفس إلى الآن يحاولون معرفة أسباب راحة البال، وما هيتها، وأهم أسباب وجودها في حياة الناس.

ووجدتُ ضالتي عندما تحدّثتُ مع إحدى الفتيات المراهقات، عندما سألتها عن راحة البال، فقالت لي بأنّ راحة البال توجد داخل الإنسان بوجود الستر والرضا بالقدر، فتعجّبتُ منها وسألتها عن سبب هذه الإجابة، فأخبرتني قصّتها.

لقد كانت هذه الفتاة من المجني عليهن، إذ طالتها يد خالها قبل أن تطالها أيادي وحوش الإنس من هذا الزمان، وبعد أن وَعت إلى ما يقوم به خالها، قامت بإثارة المشكلات حوله، إلى أن صارحت والديها بما يقوم به الخال، وبعد أن نَطَََقَت حاربتها عيون المجتمع وقسوته، ولم تنته حتى اعتدى عليها أحد الشباب الذين كانت تظن بأنّه يحترمها ومحل ثقة أمام ناظريها، وما هي إلا أشهر معدودات حتى بانت علامات الحمل عليها.

ذهبت إلى القاصي والداني ليساعدها فتسقط جنينها، ولكن دون جدوى، وفي النهاية وَضَعَت مولودها وأخذته دار الأيتام، ومن ذاك اليوم فقدت الأهل، ووشمت بالعاهرة وبنت الحرام وغيرها، فنُبِذت من المجتمع الذي كانت هي إحدى ضحاياه... وقالت لي يا ليت لساني لم ينطق عمّا قام به خالي، فلو لم أتكلّم، لما أصبحتُ ما أنا عليه الآن... لذلك جَاوَبَت هذه الفتاة بالستر والرضا بالقدر.

وأنا أسأل عشّاق صحيفتنا «الوسط» رأيهم في هذه القصّة، وأثر نظرة المجتمع على ضحايا الاعتداء؟

أما السؤال الثاني فهو كيف نشتري راحة البال؟..

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2504 - الثلثاء 14 يوليو 2009م الموافق 21 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:09 م

      شكرا لك

      اهنئك اختي مريم على هذا المقال الرائع،،اولا سأناقش راحة البال ،،راحة البال تأتي بشكر الله على هذه النعم من صغيرها لكبيرها من الحواس الخمسه،الى نعمة العيش في أمان ،،لا اقول ان الحياه مليئه بالمتاعب والمشاكل ولكن هنالك رب يسمعنا وان شكرنا يزيدنا من نعمه لا أدري الناس تذهب الى اعمالها خوفا من مستقبلها وتفنيشهم من اعمالهم ومن هو الرزاق الله عز وجل،،اما ضحايا الاعتداء فقد انفطر قلبي عليهم ولكن القى اللوم على الاسره التي لاتربي ولاتعي معنى التربيه والتصحيح...

اقرأ ايضاً