هذا سؤال يجيب عليه الإعلام العربي بشتى قنواته سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة، وهذا سؤال معقد وشائك، وكل دولة لها سياساتها تجاه قضية السودان، وكل دولة لها حذر شديد وكل دولة لها الحق أن تساند السودان، كما أن كل دولة لها الحق في أن تعادي السودان لأسباب غير مخفية للجميع، أهمها الخوف من بعبع اسمه أميركا والعصا الفولاذية التي كانت تحملها وتهش بها تلك الدول يمنة ويسرة.
أميركا والدول الغربية هي المعادية للسودان. فالثروات الموجودة في السودان تستحق أن تطمع فيها. تلك الثروات هي الآن حلمهم وأملهم ومرادهم متناسين أن السودان الذي أوجده الله قادرا على أن يحميه من كيد الأعداء الخائنين حتى ولو تخلى عنه إخوانه والأصدقاء.
الإعلام العربي الآن يقوم بدور كبير سلبي جدا ضد السودان، ودونكم القنوات الفضائية التي دائما ما تعمل على إبراز الصورة السلبية للسودان؛ فعندما أثيرت عدم شرعية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة المشير عمر حسن أحمد البشير ظلت تلك الفضائيات تنقل وتردد الخبر مرارا وتكرارا ولمدة ثلاثة أيام على رغم أن الحكومة السودانية بحزبيها الحاكمين المؤتمر الوطني برئاسة البشير والحركة الشعبية برئاسة الفريق أول سلفاكير لم يكونا لجنة وأعلنا للعالم معا شرعية حكومتهما وذلك وفقا لاتفاقية السلام الشامل 2005 ولكن تأبى الفضائيات إلا أن تنفر السودانيين من شيء اسمه العروبة وتتداول الخبر عن السياسي المعارض الصادق المهدي.
لماذا هذا الاستهجان يا إعلامنا العربي أرضيتم ببيع السودان لقوى البغي والعدوان؟
إذا كان الإعلام العربي يصر على الخذلان فإن ذلك لن ينطلي على أحد. ونريد من وسائل الإعلام توخي الحقيقة والوقوف مع الحق ضد الباطل ولو لمرة واحدة بكلمة واحدة.
أميركا الآن تسعى إلى إسقاط بعض الحكومات، ومن بينها السودانية بحجة عدم الشرعية وهي تخشى من حقيقة واحدة هي أن تحالف «دول الممانعة» قد تصبح قوة عظمى.
لقد بدأ أوباما يتوعد إيران في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، فإذا لم تسحب برنامجها النووي فسيكون له رد آخر وهو يلوِّح بالحرب، وكذلك توجه إلى إفريقيا بعد انعقاد قمة الثماني التي ستمنح الدول الفقيرة مبلغ 20 مليار دولار مشروطة بتغيير الأنظمة نحو الحكم الصالح (الرشيد)، ولذلك جاء خطاب أوباما في غانا مستهدفا الصومال والسودان وخصوصا بشأن قضية دارفور وقضية الإرهاب.
أعتقد أن أميركا والدول الغربية أصبحت أمام امتحان عسير، بسبب صمود الدول الممانعة التي تخشى على سيادتها فإذا كانت الإدارة السابقة لأوباما فشلت في إسقاط الحكومة السودانية فإن الظروف الآن غير مواتية لكي تسقط الإدارة الجديدة هذه الحكومة؛ فالشعب السوداني استوعب كل المؤامرات ووعد نفسه بالجهاد لصد العدوان.
وإذا لا قدر الله أتت تلك اللحظات فإن نهاية أميركا والغرب ستكون من دول الممانعة... ويصبح السبب الإعلام غير المحايد.
العدد 2503 - الإثنين 13 يوليو 2009م الموافق 20 رجب 1430هـ