العدد 2498 - الأربعاء 08 يوليو 2009م الموافق 15 رجب 1430هـ

جيل الإنترنت... وحرب الآراء

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

كتبت مجلة تايمز في أحد أعدادها بداية هذا العام أن هناك جيلا جديدا بدأت تنجلي ملامحه من الشباب الناشط في العالم العربي والإسلامي وتحديدا من المدونين «البلوغرز» بعيدا عن رقابة السلطة أو رجل الدين داخل المجتمع.

لقد وصفت المجلة أن «ثورة الشباب هذه ليست ليبرالية بل محافظة اجتماعيا، لكن هدفها هو التأقلم مع عالم اليوم وهؤلاء الشباب لا يريدون أن يعيشوا تحت مظلة نظام مثل الإيراني، ولكنهم أيضا لا يريدون الديمقراطية الغربية».

كلام هذه المجلة الأميركية يقودنا إلى طرح عدة تساؤلات ألا وهو أن عالم الإنترنت بمواقعه المختلفة من منتديات ومواقع للمدونات الشخصية استطاع أن يطغى على اهتمامات شريحة الشباب في مجتمعات العالم.

والشبكات الاجتماعية التي وفرها الإنترنت أصبحت تبرز جوانب أخرى من شكل وكيفية تفكير شباب اليوم في كل بيئة من البيئات التي تنتمي إلى المجتمع الواحد في كل بلد.

والبحرين ليست بمنأى عن ذلك فعندما يغوص المرء في بحر الإنترنت فسوف يجد كما هائلا من العقليات والأفكار والعوالم المختلفة ولعل بالنسبة لنا فإننا نرى البحرينيين من أصحاب الثقافة الأجنبية يختلفون عن أصحاب الثقافة العربية وهذا ينعكس في كيفية طرح الفكرة ومعالجتها وحتى في طريقة الرد عليها.

والملاحظ أنه ما يكتب باللغة الإنجليزية مثلا في المنتديات أو في المدونات الشخصية «البلوغرز» من تعليقات على مواضيع محلية شتى تجدها أكثر عمقا وعقلانية وحتى اللغة أكثر تهذيبا, فهذه الشريحة من الشباب البحريني ليست بقليلة ولكنهم يجدون سهولة في التعبير عن آرائهم دون لغة الأم العربية.

وهذا ليس تقليلا من شأن لغتنا العربية لكن الواقع يقول ذلك وهو ما نلمسه كشباب يبحث عن جديد وعن شيء يثري اهتماماته بطرح عقلاني بينما ما يطرح باللغة العربية فهو للأسف أكثر سوقية في معظم الأحيان.

وقد يرجع سبب ذلك إلى عوامل كثيرة منها مخرجات التعليم وأثرها على أسلوب الكتابة وصولا إلى مستوى الثقافة عند الفرد الذي ينعكس تلقائيا على طرحه ومدى تجاوبه مع أي موضوع.

هذه الملاحظة قد تختلف من منتدى إلى آخر كما هو من مدون إلى آخر لكون الشباب يبحث عن متنفس للتعبير دون اللجوء إلى الوسائل التقليدية المتعارف عليها مثل الصحف أو غيرها التي قد لا تنشر أفكارهم أو آراءهم إن تعارضت مع السلطة أو المعتقد.

وهو ما يعني أن الإنترنت لعب دورا مهما في عالم حرية الرأي المفقودة داخل بلداننا فجاءت عصى الإنترنت السحرية لتقدم أساليب متنوعة في نقل الرأي الآخر وكشف الحقائق التي قد تستخدم في الجيد والرديء.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2498 - الأربعاء 08 يوليو 2009م الموافق 15 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً