سؤال دائما يتبادر إلى الذهن ويحتاج إلى أجوبة صريحة وشفافية بعيدا عن اللبس والمجاملة ولابد من الإجابة عليه من قبل المعنيين سواء كان ذلك في المؤسسة العامة للشباب والرياضة أو في اتحاد الكرة.
السؤال يقول: لماذا نشاهد حضور الجماهير الغفيرة التي تملأ الملعب عن بكرة أبيها في كل دول منطقة الخليج في النهائيات للكؤوس الأميرية أو الملكية ولكن هنا في البحرين دائما سواء تأهل من يمتلك القاعدة الجماهيرية أو غير ذلك. فدائما نرى الملعب خاليا من الجماهير. فكلنا شاهد نهائي كأس الأمير في قطر وشاهد الحضور الجماهيري الكبير بل البرنامج الموضوع في ذلك اليوم بل كان التحفيز في الجوائز الكبيرة سببا في هذا الحضور. أيضا في الكويت والإمارات العربية المتحدة وفي السعودية وعمان كل تلك الدول شهدت الحضور الجماهيري الكبير والغفير. ولكن هنا في البحرين غير ذلك في كل عام. لابد من طرح هذا السؤال الملح والضروري على طاولة النقاش لدى المؤسسة العامة واتحاد الكرة ومن يعنيهم الأمر للوصول إلى الأسباب الحقيقية التي تمنع جماهيرنا من حضور نهائي كأس الملك. ولكن هذا البحث والمناقشة يجب أن تكون بشفافية وبكل صراحة بعيدا عن المجاملة وطرح الأسباب الشكلية غير الحقيقية. نحن يهمنا جدا أن نرى الجماهير في ذلك اليوم تملأ استاد البحرين الوطني في كل الظروف.
من جانب آخر، نهائي كأس الملك قريب جدا ولكن ما الذي قامت به المؤسسة العامة واتحاد الكرة، بالإضافة إلى الديوان الملكي في التنسيق فيما بينهم لإخراج ذلك النهائي بالصورة التنظيمية المتميزة من خلال الحشد الجماهيري للحضور عبر الجوائز الثمينة التي تغري هؤلاء للحضور. نحن بانتظار خطوات المؤسسة العامة واتحاد الكرة في هذا الجانب لنرَ عمليا مثل هذه الخطوات في يوم النهائي.
لم نكن نأمل أن تصل الأمور في مباراة الأهلي مع الرفاع إلى ما وصلت إليه من الانسحاب غير المبرر من قبل الفريق الأهلاوي. ربما ظن بأنه تعرض لظلم من قبل المساعد الأول للحكم أو حتى من حكم المباراة، الا ان هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن يُقدم الفريق على الانسحاب من المباراة. نحن نسأل: من هو السبب وراء هذا الانسحاب؟ بمعنى في الجانب الأهلاوي من كانت له اليد الطولى والتأثير على الانسحاب؟ وأين الدور الإداري في الفريق بدءا من مدير الكرة ومدير الفريق والجهاز الفني الذين يقع عليهم اللوم الأكبر في ترك الفريق يأخذ قراره بنفسه من دون أن يستطيع أحدهم إقناع اللاعبين للعودة من جديد إلى الملعب. النادي الأهلي ليس فريقا أو ناديا طارئا أو هو غير معروف بل هو صرح كبير يقابل المحرق في كل إمكاناته الإدارية والفنية والجماهيرية، وهما ناديان غنيان عن التعريف. إذا يجب الحفاظ على هذه السمعة الكبيرة التي يمتلكها النادي الأهلي نتيجة إنجازاته المتعددة في معظم الالعاب وهي شهادة الكل يقر بها الصغير قبل الكبير.
في المباريات العالمية والأوروبية شاهدنا بعض المباريات قد يحتسب الحكم ركلة جزاء غير صحيحة لفريق ما، ونرى لاعبي الفريق يحتجون على قرار الحكم، ولكن سرعان ما يذوب هذا الجليد من الغضب تجاه الحكم ويعود الفريق إلى تكملة ما تبقى من المباراة من دون أن يطلب لا قائد الفريق ولا أي لاعب (كبيرا كان او صغيرا) في سحب الفريق احتجاجا على قرار ظالم قد يتخذه الحكم في غير محله!
ثقافة القانون يفتقدها ليس لاعبو الأهلي فحسب، إنما هي مفقودة من جميع لاعبي البحرين وبالتالي يقعون في مثل هذا الخطأ الجسيم ناسين انهم يرتكبون أخطاء أثناء المباراة من إضاعة الفرص السهلة والمؤكدة والثغرات الواضحة في الدفاع منها ثغرة عمق الدفاع بين نصيف والمقبول وجاء منها هدف الرفاع الثالث والفوز. على مجلس الإدارة في النادي الأهلي أن يناقش الموضوع (القضية) من كل جوانبها ولابد من قرارات تعيد الوضع إلى مكانه الطبيعي والا يتكرر ما حدث.
أضف إلى ذلك لابد من مناقشة أسباب الإخفاقات المتكررة للفريق الأول وفشله في الحصول على البطولات المحلية بعيدا عن الاتهامات المساقة تجاه الحكام واتحاد الكرة... اليوم الأهلي مهيأ تماما للفوز بأي بطولة محلية ولكن يحتاج ذلك إلى دعم إداري كبير سواء بالحضور الفعلي بدءا من الرئيس ونوابه إلى أمين السر العام إلى آخر عضو في مجلس الإدارة... ولا يقتصر ذلك على مجموعة معينة فقط ويتم التبرير بأن هناك أعضاء من مجلس الإدارة مع الفريق... الفريق يعاني من عدم وجود ملعب يتدرب عليه والأدهى من ذلك إرسال الرسائل النصية لحضور اللاعبين التدريب في المكان المعين بالرسالة هل هذا فعلا يكون لفريق كبير مثل الأهلي، في المقابل نجد بعض فرق القرى التي لا تملك الإمكانات لا المالية ولا الفنية لا تقع في هذه الإحراجات نفسها... من يتحملها غير مجلس الإدارة الذي لم يجد الحلول البديلة لإعداد الفريق نفسيا.
الأمر المهم، أين دور مجلس الإدارة في رفع الشعور بالظلم الدائم للفريق وبالتالي ينعكس ذلك سلبا عليه داخل الملعب... الترسبات الماضية لم تجد الإدارة لها الحلول ولم تكن قراراتها في صالح الفريق، حتى البيانات التي تصدرها لم تكن وفق الحدث المعاش في ظل غياب الرئيس ونوابه عن التدخل شخصيا في كل هذه الإشكالات المثارة ولا يكفي الجلوس مع اللاعبين بكلمات عاطفية لرفع المعدل المعنوي لفترة زمنية معينة ومن ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقا. نأمل ونطمح بأن نرى القلعة الصفراء تتلألأ بقراراتها والدفاع عن نفسها ورفع الظلامة والظلم عنها بكل الوسائل المتاحة ولا تترك الأمور عالقة كما حدثت وقادت إلى هذا الانسحاب المرفوض.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2495 - الأحد 05 يوليو 2009م الموافق 12 رجب 1430هـ