العدد 2487 - الأحد 28 يونيو 2009م الموافق 05 رجب 1430هـ

في كرتنا «كلام النهار يمحوه الليل»!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

ما حدث يوم الخميس الماضي من مسلسل دراماتيكي هزلي بشأن صدور قرارين خلال ساعات عن إيقاف مباريات كأس الملك لكرة القدم وتأجيلها إلى الموسم المقبل ثم رفع قرار الإيقاف واستمرار المسابقة، يكشف الواقع الصعب والمرير الذي تعيشه مسابقاتنا الكروية ويدفع ثمنه الباهظ أولا الأندية بإدارييها ولاعبيها ومدربيها ومرورا بمختلف الأطراف المعنية باللعبة.

ما حدث يوم الخميس يعيدنا إلى تكرار الحديث في المربع الأول بشأن الهدف الحقيقي من وراء تنظيم مسابقاتنا الكروية المحلية ما بين مجرد «التسيير» بأية صورة كانت أو «التنظيم والتطوير»، لأن المصيبة أن وضع سير وتنظيم مسابقاتنا يمضي من سيئ إلى أسوأ في كل موسم من دون أن نجد أية محاولة جادة أو رغبة باتجاه الإصلاح.

في بداية الموسم الجاري شبعنا حديثا وتساؤلا عن كيف تنظم بطولة الدوري التي تحمل اسم رئيس الوزراء بهذه الطريقة والتي عشنا فيها - ربما - أسوأ دوري في تاريخ الكرة البحرينية، واليوم نعاود السؤال ذاته بمرارة عن كيفية تنظيم كأس باسم الملك المفدى سواء تنظيميا وفنيا وجماهيريا حتى وصلت مرحلة أصبحت فيها أقرب لفقدان مكانتها وهيبتها وبريقها القديم!

لست من هواة المقارنات بين وضعنا والآخرين لأنني على قناعة بإمكان تنظيم مسابقاتنا بصورة أفضل وقدرة تطويرية، شريطة توافر إرادة ورغبة المسئولين والاهتمام والعمل الجاد من أجل رفع مستوى مسابقاتنا وليس بالوضع الحالي، فالذي سمعناه وعايشناه أن دورينا كان يسير بانتظام واهتمام وعلى ملعب أو ملعبين في فترة السبعينات والثمانينات وحتى منتصف التسعينات من دون التخبطات والإرباكات التي نشهدها اليوم.

ولطالما تحدثنا عن اتحاد الكرة ووضعه ونظرته وتعامله مع المسابقات المحلية «الميتة» من دون جدوى، فإننا نوجه اليوم أصابع الاتهام نحو شركاء اللعبة وهم الأندية الأعضاء الـ 19 الذين ينطبق عليهم (تحسبهم أحياء لكنهم أموات) لا تسمع لهم حتى همسة في الاجتماعات التي يعقدها معهم اتحاد الكرة أو حتى في الانتخابات، لكن هذه الأندية بمسئوليها وإدارييها تنقلب إلى «أسود مفترسة» عبر صفحات ملاحقنا الرياضية وترمي أسهمها صوب اتحاد الكرة!

إن على الأندية الإدراك بدورها ومسئوليتها في تنظيم اللعبة مسابقاتها ويجب أن تكون لها وقفة مع الاتحاد الذي تنضوي تحت لوائه، وان تتحول الاندية لأشبه بـ «البرلمان القوي» الذي يحاسب الاتحاد الذي أعطاه الثقة والأصوات، لأننا كما ذكرنا أن الأندية هي الضحية الكبرى لتخبطات المسابقات!

وعود على بدء الموضوع، نذكر أننا والكثيرين ممن طالبوا بتأجيل كأسي الملك وولي العهد قبل بدء دور الستة عشر وفق ظروف الموسم الجاري وطول فترة دوري الدمج وارتباط المنتخب الوطني بالملحق المونديالي 2010 وبرنامج الإعداد له وتزامن الكأس مع «عز الصيف»، لكن اتحاد الكرة تمسك بقرار التنظيم حتى عندما جاء (التوجيه الأول من الديوان الملكي ظهر يوم الخميس) وجرت الاتصالات العليا التي أدت إلى صدور (التوجيه الثاني بإقامة الكأس).

وفي خضم سير الكأس وبعدما هيأت الأندية نفسها (مضطرة) لخوض البطولة جاء القرار المتأخر وعبر «الباراشوت» بإيقافها ظهرا، لكن قرار المساء كان أقوى، وذكرني ذلك السيناريو بمقولة شعبية «كلام الليل يمحوه النهار».

وفي قاموسنا الكروي تحولت المقولة إلى «كلام النهار يمحوه الليل»

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2487 - الأحد 28 يونيو 2009م الموافق 05 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً