العدد 2473 - السبت 13 يونيو 2009م الموافق 19 جمادى الآخرة 1430هـ

«إيران الخامنئي»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد العام 2009 تسجل بداية لعهد جديد في إيران، وهو عهد «إيران الخامنئي»، وذلك بعد مرور ثلاثين سنة من عهد «إيران الخميني»... فالإمام الخميني قاد الثورة الإسلامية الإيرانية، وانتصر في العام 1979، مطيحا بـ«إيران الشاه»، ومعلنا البدء بعهد جمهوري إسلامي يعتمد على كاريزما شخصيته الفذة، وعلى المبدأ الذي أطلق عليه فقهيا ودستوريا مصطلح «الولي الفقيه».

سنوات الثمانينيات شهدت تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية، وقبيل رحيل الإمام الخميني إلى الرفيق الأعلى في يونيو/ حزيران 1989، كان قد اتخذ قرارات حاسمة - لو لم تتخذ قبل وفاته لما استقرت إيران - وذلك مثل قراره بالموافقة على إنهاء الحرب العراقية الإيرانية، والبدء في تغيير الدستور الإيراني الذي كان قد صمم من قبل على أساس وجود شخصية كاريزمية مثل الإمام الخميني... ولكن القيادة الإيرانية اكتشفت لاحقا أنه لا يوجد مثله من الأشخاص، ولذا كان لزاما تغيير الدستور لتقليل مواصفات «الولي الفقيه» من جانب، وتكثير صلاحيات من يمسك بهذا المنصب من الناحية الدستورية - المؤسسية.

الإمام الخميني لم يكن يحتاج إلى دستور بسبب قوة شخصيته، وكلمته كانت نافذة من دون نقاش، والشعب كان يطيعه ويسير خلفه ويضحي بالغالي والنفيس من أجله... ولكن أي شخص سيخلفه لن تكون له هذه المكانة، ولذا جاء الدستور الجديد للعام 1989 ليلغي منصب رئيس الوزراء ويعيد تشكيل النظام ومؤسساته بحيث يصبح «الولي الفقيه» هو صاحب الكلمة العليا «دستوريا» و«مؤسسيا».

ومنذ وفاة الإمام الخميني في 1989، تسلم السيد علي الخامنئي منصب «الولي الفقيه»، ولكن بقيت هناك «عوالق الماضي»، وهذه العوالق تتمثل في شخصيات كانت قد شاركت الخامنئي في تأسيس النظام الجمهوري الإسلامي بحسب تعليمات الإمام الخميني، ولكن هذه الشخصيات كانت تختلف فيما بينها، وكان الإمام الخميني- أثناء حياته - يتدخل ليحسم الأمور وتسييرها.

الأشخاص الذين تسلموا الرئاسة منذ وفاة الإمام الخميني (الشيخ هاشمي رفسنجاني والسيد محمد خاتمي)، وكبار المسئولين الآخرين، كانوا على قدم المساواة في الخبرة وفي المشاركة في تأسيس النظام الإسلامي الإيراني مع السيد علي الخامنئي، كما أن المرشح الرئاسي مير حسين موسوي كان في منزلة «شبه مساوية» للخامنئي طوال الثمانينيات... ولذا فإن الخامنئي كان عليه أن يحسب ذلك في كل خطوة يتخذها من باب الأخذ بعين الاعتبار رأي رفاق النضال.

ولكن مع انتخاب أحمدي نجاد في العام 2005 بدأت مرحلة الانتقال إلى عهد آخر، وهو عهد «إيران الخامنئي»، فالرئيس أحمدي نجاد يعتبر نفسه تلميذا مخلصا ومطيعا للخامنئي، وليس لديه أية علاقة حميمية بقدامى المسئولين الذي قادوا إيران بعد الثورة. وهكذا جاء خبر إعادة انتخاب أحمدي نجاد أمس ليعلن البدء الفعلي لعهد جديد هو عهد «إيران الخامنئي»، من دون أثقال ومن دون مزاحمة من كل الأشخاص الآخرين الذين قد يطرحون أنفسهم على أساس أنهم والخامنئي على قدم المساواة بصفتهم تلاميذ مخلصون لـ «خط الإمام»

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2473 - السبت 13 يونيو 2009م الموافق 19 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً