العدد 2472 - الجمعة 12 يونيو 2009م الموافق 18 جمادى الآخرة 1430هـ

قاسم: التلاعب بالمال العام يغرق الوطن ويدفع إلى اضطراب الأوضاع

دعا «الوفاق» و«أمل» إلى احترام حقوق الأخوة في الإسلام ...

انتقد الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) في جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز ما أسماه إخفاء الحكومة لمعلومات تتعلق بحسابات الدولة، الأمر الذي دفع بمجلس النواب إلى رفض الحساب الختامي للدولة، وأشار إلى أن التلاعب بالمال العام يغرق الوطن ويدفع إلى اضطراب الأوضاع.

وسأل: «كيف لا تؤمن سلطة مهمة على بعض الأسرار والمعلومات، والمجلس النيابي هو المؤسسة الثالثة من مؤسسات الدولة. وكيف يعترف برقابة من لا يؤمن على الأسرار وكيف تتأتى هذه الرقابة؟ فهذا هو الفساد الطافح وماذا وراءه من فساد محجوب عن العيون، وما حجم الفساد الخافي في الأعماق».

واضاف «أيعاقب مختلس الدينار ومختلسو الملايين يعيشون فرهين فرحين؟ من هنا يغرق الوطن وتضطرب الأوضاع وهنا منبع الفساد».

وانتقل قاسم إلى ما يجري في الساحة بين جمعيتي «الوفاق» و»أمل» فقال: «لا تتراشقوا اليوم على مستوى الألسن لتتقاتلوا غدا على مستوى الأيدي. وأنبه أن للأخوة الإيمانية حقوقا ثابتة، لا يسقطها فسق الآخر، ولا الخصومة معه ولا أن يظلمك في شيء، ولو ظلمك لا يحق لك أن تسقط حقوقه بالكامل فلنخشَ الله ولنحترم حقوق المؤمنين، وأذكر أن أمل والوفاق من أهل الإيمان وعليهم أن يرعوا حق الأخوة الإيمانية».

وانتقل إلى الحديث عن رحيل الإمام الخميني وما لدولته من أثر في العالم الإسلامي موضحا «رحل الرجل العظيم الخميني عن وجه الأرض وبقي النور المشع للهدى في الناس والصوت المدوي بصوت الحق في القبول، والثورة العارمة والإحساس المتدفق بالعزة والكرامة والإقدام في النفوس. وقد صنعت ثورته وانتصاره ودولته ثائرين كثرا على طريق الله، وبقي يعلم من خلال ميراث ضخم من ميراث الجهاد المرير والكلمة السياسية والثبات على الحق والثبات على خط الله».

وقال: «تستطيع أن تقول قد نسلت ثورته تيارا في حدود بلد الثورة كما نسل ذلك قادة كذلك بقامات مرتفعة شغلهم ذكر الله عن ذكر غيره وصغرت أمام هيبته في نفوسهم كل هيبة وانطلقوا في طريق التغيير الصالح لا يبالون بذم أم مدح من المخلوقين، كما نسلت الثورة والدولة توثبا في روح الحرية والشعور بقيمة الإنسان على مستوى مختلف الأمم ولفتت نظر العالم إلى قوة الإسلام وتلبية المستضعفين في الأرض».


من لهؤلاء الأيتام

وعرج على الفراغ الذي ينتاب الشباب في الإجازة الصيفية ودور الآباء في حمايتهم، قائلا: «هناك يتامى، وهم يجدون في الناس رعاية بدن ورعاية روح، وهناك نوع آخر من الأيتام آباؤهم وأمهاتهم أحياء، وهؤلاء لا يجدون من يحمي أرواحهم، ويحرس عقولهم ويضعهم على الخط الصحيح. تجد له صورة فاقعة في ليالي الصيف وحيث تبدأ عطلة المدارس، تجدون شبابا يقضي ليلهم في فراغ وعبث الله أعلم به. وكأن أولئك الشباب لا أهل لهم ولا عشيرة ولا آباء ولا أمهات. إلى من يسلم هؤلاء الأيتام آباؤهم وأمهاتهم. إذا ظننت فلن يكون ظني رجما بالغيب، إذا ظننت أن هناك من يتهيأ لاصطياد هؤلاء وحفزهم للشر فإن ظني لن يخطئ الواقع كثيرا. كيف تغفو عين أم وأب عن ولد لا يدريان عما يفعل بروحه وعقله وبدنه العابثون، وعلماء الغرب وغير الغرب، هل يعامل الولد معاملة الغنمة، كل مسئولية أبيه تجاهه أن يطعمه ويسقيه ويؤويه، والغنمة تحرس والولد لا يحرس... تربية الولد تقتصر على الطعام والشراب لا أكثر وكأنك تقول إنك غنمة لا حاجات أخرى، ليس فيك عقل ولا روح تنمى ونفس ترعى... الوجود الأكبر في الولد روحه وعقله وأبعاد إنسانيته الغنية بالمعاني الكبرى».

وتحدث قاسم عن التعليم الديني الصيفي ، متسائلا «أين يتركز الفراغ عند الطالب؟ يتمثل الفراغ في صورة نقص في الرياضات والترفيهيات المكثفة؟ ما هو الشيء الذي يفقده الطالب طوال الفصل الدراسي؟ أن يلتفت إلى ربه ونفسه وآخرته، والتعليم الصيفي ليس تقديم معلومات، وأهميته الكبرى في أن تشعر هذه الذات بأنها ذات لا ينبغي أن تشترى إلا من الله. أن تشعرها بأهمية الدين، ولو لم تعلمه الدين ولكن زرعت في نفسه الحاجة الشديدة للدين، ولو قدمت له معلومات دينية مكثفة وبقي لا يعرف أهمية دينه في آخرته ودنياه لم تكن فعلت الشيء الكثير».

ونوه «راجعت بعض البرامج الصيفية ووجدت أن حظ الدين هو أقل شيء فيها وكأنك تريد أن تقول إنك يا دين صغير، وإن الهم يجب أن ينصرف إلى الدنيا... الإنجليزية مهمة جدا لأنها تجلب الوظيفة، والدين ليس له أهمية لأنه لا يجلب الوظيفة، فليكن العنوان واضحا وصريحا فلدينا تعليم دنيوي وليس التعليم الديني، وأؤكد لكم أنه لا دنيا بلا دين وأنتم ترون فساد الدنيا في الشرق والغرب».

العدد 2472 - الجمعة 12 يونيو 2009م الموافق 18 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً