المدرب المواطن في البحرين وغيرها من الدول العربية لا يعامل معاملة الأجنبي إذ ليس له الأمان في وظيفته، غالبا ما يكون مدرب طوارئ وحينئذ يكون المعيار الوطنية فقط، حقوقه لا توازي المدرب الأجنبي، رواتبه تعطل في موازنة النادي الذي يعمل لديه لخمسة أو ستة أشهر فأكثر، في حين أن المدرب الوطني يجب أن يأخذ فرصته في بلده، ويجب أن يحظى باهتمام الأندية لأن ذلك واجب وطني في تأهيل وصقل وإكساب هذه الكفاءات الخبرة. أتذكر في هذا الإطار تصريحا راقيا جدا لرئيس نادي النصر السعودي الأمير فيصل بن تركي يرد فيه على من بالغ في انتقال لاعب القادسية السعودي محمد السهلاوي للعالمي، قال بما معناه «الـ 33 مليون ريال سعودي ذهبت لناد سعودي وللاعب سعودي وذلك ليس بالخسارة».
تمتلك الرياضة البحرينية مدربين على مستوى عال وفي مختلف الألعاب وخصوصا الألعاب الجماعية، في كرة اليد مثلا نجد نبيل طه وعصام عبدالله وبدر ميرزا وعادل السباع وآخرون، وفي كرة السلة سلمان رمضان وأبناء ميلاد نجاح وعقيل، وفي كرة الطائرة محمد المرباطي ورضا علي، وفي كرة القدم القائمة تطول ولكن أذكر منهم فؤاد بوشقر وعبدالعزيز أمين وسلمان شريدة، كل هذه الأسماء قدمت الكثير للأندية المحلية في هذه الألعاب وحققت النتائج التي تتمناها الأندية وبكلفة أقل من كلفة المدرب الأجنبي الذي قد يؤدي الدور ذاته، هؤلاء وغيرهم من المدربين الوطنيين بحاجة إلى الثقة لا غير لكي يؤدوا بشكل أفضل، لا أن تستقوي عليهم إدارات الأندية في الوقت التي تكون ضعيفة في محاسبتها للمدربين الأجانب، لا أن تعطل رواتبهم في الوقت الذي تسلم المدرب الأجنبي راتبه شهرا بشهر، المدرب الوطني البحريني لو يعامل معاملة الأجنبي في كل شيء سيبدع أكثر.
الاتحاد العربي لكرة اليد في السنوات الأربع الماضية كان سلبيا للغاية ولم يقدم لرياضة كرة اليد العربية شيئا يستحق الذكر. الاتحاد برئاسة السعودي سلمان السديري مطالب بتطوير نشاطاته خلال السنوات الأربع المقبلة، الكل يتمنى أن تفعل المسابقات على مستوى مختلف الفئات بالنسبة للمنتخبات والأندية، هذه المسابقات ينتظر منها أن تقام في أجواء صافية جدا لتكون متنفسا لكرة اليد البحرينية التي تبدع وسط هذه الأجواء.
إذا كانت الإدارة الاتفاقية تبحث عن مزيد من التطور في المستقبل بالنسبة لفرق كرة اليد بالنادي، فمن الواجب عليها أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة لإبقاء المدرب الوطني القدير عادل السباع مدربا للفريق الأول ومشرفا فنيا على اللعبة، السباع نجح خلال الخمس سنوات الماضية في بناء فريق يقدم كرة يد حديثة نال احترام الجميع في هذا الموسم بالتحديد. لا أدري ما دوافع اعتذار السباع ولكنه لابد من أسباب وراء ذلك وعلى الإدارة البحث عنها وحلها في أسرع وقت ممكن.
بقاء الاتفاق في أجواء المنافسة في الموسم المقبل ليس مرهونا ببقاء السباع فقط بل ببقاء أحمد عباس أيضا، لأنه لن يكون مناسبا للفريق التفريط بخدمات هذا اللاعب لأي من الأندية المحلية، ويجب أن تحذو الإدارة حذو الإدارة الباربارية التي أبقت على الأخوين جعفر ومحمود عبدالقادر وقت بروزهما على مستوى الدوري المحلي قبل نحو 8 أو7 مواسم من الآن.
لم يكن منتخبنا الوطني منذ البداية مرشحا للعبور المباشر إلى نهائيات كأس العام في جنوب إفريقيا، كان مرشحا فوق العادة للحصول على المركز الثالث والدخول بعد ذلك في حسابات الملحق، المنتخب جمع حتى اللحظة 7 نقاط من فوزين على منتخبي قطر وأوزبكستان وتعادل مع قطر أيضا، هذه النقاط تضعه على أعتاب المركز الثالث، ولكن هل كان المنتخب فعليا قادرا على خطف إحدى البطاقتين المؤهلتين إلى جنوب أفريقيا! باعتقادي أنه كان قادرا على ذلك، لولا الأخطاء الساذجة التي يرتكبها الدفاع، أرى أن أكثر من 95 في المئة من الأهداف التي سجلت هي أخطاء فادحة لا مبرر لها من قبل الدفاع، هذه الأهداف لم تأت نتاج تكتيك واضح، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم بل هي سمة باتت غالبة على منتخبنا الوطني وهي سمة غير محببة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2471 - الخميس 11 يونيو 2009م الموافق 17 جمادى الآخرة 1430هـ