حتى النحلة وهي حشرة عندما تريد أن تتكاثر لا تفعل ذلك إلا إذا استعدت بمزيد من الخلايا، وحتى النملة وهي من أضعف المخلوقات إذا أرادت أن تتكاثر تحتاط لنفسها بمزيد من الطعام والغرف أيضا داخل جحرها الممتد تحت الأرض، بل حتى الفئران، لا تتكاثر إلا إذا شعرت بالأمن والأمان وأنها تستطيع أن تضع مواليدها في بيئة تضمن لهم عدم السقوط على شفاه الأفخاخ!
إلا نحن هنا في البحرين فإننا ملئنا هذه الجزيرة الصغيرة من البشر، وحولنا الربع مليون إلى أكثر من مليون في سنوات معدودات، ونحن لا نعرف حتى كيف نتخلص من فضلاتهم؟! وكيف سنصرِّفها، ولم نكتف بالكثافة السكانية الذاتية بل عمدنا إلى استحلاب أقطار الأرض، وجنّسنا ما نستطيع إلى ذلك سبيلا، وليتنا كنا أمة من النحل، أو النمل، أو حتى الفئران، لأخذنا قسطا ولو يسيرا من التخطيط قبل أن نملأ هذه الجزيرة بعشرات الجنسيات التي لا يستطيع غالبيهم حتى النطق بكلمة بحريني فيجيبك بعضهم عندما تسأله عن جنسيته بـ «بهريني»!
لست أبالغ عندما أقول إننا فجّرنا تعدادنا السكاني حتى من دون أن نفكر كيف سنتخلص من فضلات هذا السكان! فضلا عن توفير السكن، والعمل، والصحة، والتعليم لهم، ففي تصريح وزارة الأشغال الذي نشرته «الوسط» في عدد أمس (الأحد) أكدت الوزارة أن استيعاب محطة توبلي للصرف الصحي - وهي الوحيدة في البحرين - هو 200 ألف متر مكعب من الفضلات يوميا فقط، بينما تستقبل المحطة يوميا 280 ألف متر مكعب من هذه الفضلات؛ ما يعني أنها لا تستطيع أن تعالج 80 ألف متر مكعب من فضلاتنا وفضلات إخواننا المجنسين «وانتون بكرامة»!
ولكن الانزعاج ليس مبررا أبدا! لأن ما من مشكلة إلا ولها حل في البحرين، فالحل أن يستقبل خليج توبلي 80 ألف متر مكعب من الفضلات يوميا، أو حتى 280 ألف متر مكعب عندما تتعطل المحطة يوما واحدا، وما المشكلة أن نأكل فضلاتنا المعلبة في بطون الأسماك؟!
صدقا لو لم يكن لهذا الحشد السكاني العشوائي من مساوئ إلا ورطة تصريف فضلاتهم لكفى أن يتصدر هذا الملف قائمة الملفات، فكيف والأمر أدهى وأمرّ؟!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2467 - الإثنين 08 يونيو 2009م الموافق 14 جمادى الآخرة 1430هـ