العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ

صناديق خيرية بالفعل

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تناولنا في مقالات سابقة موضوع الصناديق الخيرية، وفتحنا الباب على مصراعيه بشأن قضايا «الموجودات» داخل هذه الصناديق، كما نوّهنا إلى أهمية وجود رقابة شعبية، وآليات تنظّم عمل الصناديق الخيرية، وتطرّقنا في النهاية إلى ضرورة إبعاد التحزّبات الطائفية عنها.

وقد وافتنا بعض المكالمات لصناديق خيرية، ذات شفافية وبُعد عن الطائفية، وأرتنا نشراتها، التي تُنشر فيها الموجودات قبل المصروفات، إذ إن هذه النشرات تصدر كل أربعة أشهر، لتُطلع الرأي العام على ما تقوم به اللجان داخل الصناديق.

ومن هذا المنطلق وددنا لو تكون الصناديق الأخرى، على درجة الكفاءة التي لمسناها عند بعض الصناديق الخيرية؛ فالشفافية في أية مؤسسة سواء حكومية أو خاصة أو أهلية هي المعيار الرئيسي للنجاح.

فوزارة التنمية الاجتماعية مع إمكاناتها، لا تستطيع رقابة 88 صندوقا، من دون الحاجة إلى مؤسسة أخرى تساعدها، ولكن يبقى الحل بيد الوزارة لضم الصناديق إلى الجمعيات الأهلية، لتُنظّم بطريقة أكثر حِرفية.

ولكن هناك بعض الصناديق الطائفية الخبيثة، التي تصرف أموال الفقراء والمحتاجين، على من لا يحتاجها، ومن دون وجود عملية رقابية صحيحة، وبغموض يلتّفها ويلتّف أعضاءها، بحيث استشرى الخلل داخلها، أكثر مما هو عليه الآن.

هذه الصناديق توزّع «الكوبونات»، على من يتبع ملّتها، وإن كان بعيدا عن هذه الملّة، فإنه لا يطال شيئا أبدا، إلا الحسرة والمرارة، وسوء الحال الاقتصادية والاجتماعية.

يجب علينا كأفراد، أن نطالب هذه الصناديق الخبيثة بالكشف عن عملها الغامض، فهي لا تؤدي الدور المناط إليها، ولا تكشف للرأي العام موجوداتها ومصروفاتها وموازناتها، كما يجب عليها أن تكون تحت رقابة شعبية في مجتمعها، وأن تكون نضّاحة بما لديها، وألا تغلق الأبواب لمن يسأل ويستفسر عن موجوداتها.

وللأسف بُتنا هذه الأيام نتخوّف من هذه الصناديق الخبيثة، فالأموال التي تصرفها على البعض من غير وجه حق، يستدعي منا تنبيه أولي الأمر، حتى لا تتمادى فيما تقوم به من أعمال، تعزّز التفريق بين الناس، وتجعلهم وفقا لطبقاتهم وانتماءاتهم العقائدية.

وكان أنموذج الصناديق الشفّافة، التي اتصلت بنا وأرَتنا ما بجعبتها، واتّبعت سياسة الوضوح وعدم التمييز بين الناس، هي التي صدَقت مع نفسها، وصدقت مع الآخرين، فأصبح عملها مثالا يجب أن يُحتذى به.

نتمنى أن تقوم وزارة التنمية الاجتماعية بتطبيق برنامج «التوأمة»، لتتعرّف الصناديق الخبيثة، على تجربة الصناديق الخيرية الناجحة، والتي تنتهج سياسة الأبواب المفتوحة، حتى لا يطالبها الناس بأي شيء في يوم من الأيام، وحتى لا يذهب عملها هباء منثورا.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً