اتصل أحد الذين كانوا يتعالجون في مستشفى الامراض النفسية محتجا للاشارة الى وجود دار مجانين في البحرين. فمستشفى الامراض النفسية ليست دارا للمجانين، والمتعالجون فيه كثير منهم يشفون من بعض ما لحق بهم من هموم هذه الدنيا. وكان هذا الحوار...

مرزوق: ولكننا لم نقصد مستشفى الأمراض النفسية عند الحديث عن دار المجانين... دار المجانين في البحرين اختلطت بدور الصحافة، وأصبح «الصحافيون» في مستشفى الامراض النفسية، أما المرضى بالاضطرابات الجنونية فيعملون في دور صحافة...

المواطن: يعني أن دار الصحافة أصبحت للمجانين...

مرزوق: ليس كلها، ولكن جزءا من دور الصحافة أصبحت دارا للمجانين.

المواطن: هذه مشكلة... في مستشفى الامراض النفسية المريض يتعافى، ولكن في الصحافة المريض ينشر مرضه...

مرزوق: المشكلة «شوي» أكثر تعقيدا إذا ابتلى المجنون بحقد لطائفة او فئة معينة وابتلى باستنشاق الدخان الكثيف وغير الدخان الكثيف فإنه يمسك بقلمه ويبدأ يتحدث بالنيابة عن العاقلين، ويدعي انه يمثل العقلاء وان أي شخص لا يعجبه فإنما هو «تجزيئي»...

المواطن: ماذا يقصد بـ «تجزيئي»...؟

المرزوق: المثل يقول «كل من يرى الناس بعين طبعه»...

المواطن: يعني تريد ان تقول ان المهووس بالحقد على فئة معينة «تجزيئي»، وهو لذلك يحاول ان يتخلص من تجزيئيته ولذلك فإنه يرميها على من يحقد عليهم...!

مرزوق: المشكلة انه مجزأ كثيرا وتجزيئيته أكثر مما هو عليه، يعني مصيبة كبرى له... في الصباح لديه حال معينة ويتحرك بجزء من شخصيته، وفي الظهر يتحول الى جزء آخر، وفي المساء يتحول الى جزء غير الجزئين الآخرين...

المواطن: والله مشكلة... ولكن كيف يتحول من جزء الى آخر؟

مرزوق: البحوث مازالت تجرى على هذا النوع من الشخصيات المجزئة، وليس هناك شيء واضح بعد وخصوصا ان الاجواء المحيطة بالاجزاء مملوءة بالدخان الكثيف وغير الدخان الكثيف، وبالتالي فإن الاجزاء تتقلب داخل «الدخاخين»، ولا يمكن متابعتها إلا بأجهزة دقيقة مخصصة للرؤية في الظلام وفي الضباب...

المواطن: ولكن كنت أعتقد أن لدينا أجهزة أخرى ترى في الظلام ومن خلال الضباب...

مرزوق: هذا الاختراع يستخدم حاليا في الحرب، أما في العمل الطبي فمازال الأمر يحتاج الى وقت...

المواطن: زين... لدينا بعثة طبية ذهبت الى العراق يوم امس فهل بالامكان ان نطلب منهم ان يجلبوا معهم منظار رؤية في الضباب والدخان؟، وخصوصا ان أعمدة الدخان التي اشتعلت في آبار النفط كبيرة...

مرزوق: والله هذه فكرة «زينة» ولكن الوفد سافر، ونحتاج نتصل بجمعية الهلال الأحمر ونسأل عن هواتفهم، ولكن ماذا نقول لهم؟

المواطن: أنا عندي خبرة، فلقد كنت في مستشفى الامراض النفسية وأعرف كيف أتعامل مع الاطباء وغير الاطباء، أعطني الرقم وأنا اتحدث اليهم..