العدد 2459 - السبت 30 مايو 2009م الموافق 05 جمادى الآخرة 1430هـ

جلسة بوح كويتية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الانطباع الأول الذي خرجت به من ندوة «وعد» الأخيرة، انها كانت ندوة مليئة بالآمال الكبار التي قد يضيق بها الواقع.

في البداية كنت أخشى على هذه الندوة من أن تتكرّر معها الملهاة بمحاصرة قوات الأمن، وغلق الشوارع وإطلاق التهديدات، كما حصل في ندوة «التجنيس» التي حوصرت وأنزلت قوات مكافحة الشغب لمنعها بالقوة، تحت حججٍ معلبةٍ وجاهزةٍ للاستخدام عند الطلب!

الندوة استضافت اثنتين من الفائزات الأربع في الانتخابات الكويتية الأخيرة، بحضورٍ جماهيري كبيرٍ غصّت به قاعة الجمعية وردهاتها الداخلية وفناؤها الخارجي... ولم يكن ذلك غريبا، فالكويت والبحرين بلدان يتنفسان من فضاءٍ واحد. وهو ما يفسر أيضا احتفاء الصحافة البحرينية والجمعيات السياسية بفوز النساء الأربع، بصورة قد لا تجدونها في أي بلد خليجي آخر.

النائب أسيل العوضي أشارت إلى أن الوصول لم يكن سهلا في مجتمع يدعم الذكور تقليديا، ولذلك كافحت ضد ثقافة تخصّص المرأة بشئون المنزل وحصر السياسة بالرجال. وحين حصلت المرأة على حق المشاركة السياسية في 2005 شجّعها ذلك على الترشح في 2006 و2008 دون أن تفوز، وإنما فازت في الثالثة، بعد أن تغير موقف القاعدة الشعبية والإعلام تجاه مشاركة المرأة من أجل التغيير، وخصوصا بعد سوء أداء المجلس (الرجالي) السابق، «الذي قاد إلى مشاكل وأزمات متتالية، بعيدا عن معاناة الشعب» حسب قولها.

أما زميلتها رولا دشتي، فقالت: «إن الإحباط واليأس عند أي شعب يولدان فرصا إذا تم استخدامهما بالشكل الصحيح... وهو ما دفع الكثير من الناخبين المحبطين إلى التصويت للنساء». ودعت إلى تغيير وإعادة النظر في الخطاب السياسي للوصول إلى جميع شرائح المجتمع.

دشتي أشارت إلى جانب الإحباط الذي أوصل البعض إلى قناعة عبثية بقبول فكرة تعليق الدستور والحياة النيابية، التي كان يروج لها بعض المستفيدين من غياب المشاركة الشعبية وقطع الطريق أمام محاولة التأسيس لأية وحدة وطنية. وذكّرت باستخدام سلاح الشائعات ضد النساء قبل الانتخابات، كما حاول شخصان بعد فوزها أن يرفعا عليها قضية كيدية بحجة أنها غير ملتزمة بالحجاب.

المتحدثتان أجمعتا على ما لعبه الإعلام في التأثير على الرأي العام، ففي الماضي كان ينشغل في التركيز على الشخصية بعيدا عن الكفاءات، ولذلك كان يختزل المجتمع الكويتي في بدو وحضر، وسنة وشيعة، وفقير وغني، بعيدا عن المسائل الكبرى من صراع سياسي وتنمية حقيقية واقتصاد وحقوق مواطنة. أمّا في انتخابات 2009 فقد أولى اهتماما كبيرا بالقدرات التي تمتلكها المرشحات، فكان ذلك مدخلا أوليا لتغيير القناعات.

العوضي اعتبرت أن صفحة الانتخابات طويت، والباقي تحويل البرامج إلى واقع، رغم اعترافها بوجود أطراف ستسعى إلى إفشال هذه التجربة، وأعربت عن أملها أن تصل الرسالة للبحرين في أول انتخابات مقبلة. أما زميلتها دشتي فكانت أكثر تفاؤلا بالإنجاز الكويتي، إذ قالت: «إن الديمقراطية ورياح الإنجاز يجب أن تمر للبحرين وباقي المناطق العربية».

إنه «قياسٌ مع الفارق»، والتفاؤل الكبير الذي يُشيعه الفوز المفاجئ بدخول أربع نساء، والذي لا يضع في الحساب وجود توزيعٍ غير عادل للدوائر الانتخابية، ووجود بدعة المراكز العامة التي أسقطت أسماء وطنية شامخة، وأفرزت مجلسا طائفيا يتعثر في متاهته

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2459 - السبت 30 مايو 2009م الموافق 05 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً