قال سبحانه وتعالى «ويسألونك عن اليتامى، قل إصلاح لهم خير» صدق الله العظيم
تنطلق هذه الآية الكريمة لتطلب من المجتمع تبني أمور الأيتام فيما يصلح أحوالهم للدنيا والآخرة، لأنهم - الأيتام - أمانة في أعناق المجتمع، وعلى المجتمع أن يتحمل مسئوليته الشرعية والاجتماعية في رعايتهم وتربيتهم ومتابعة أمور حياتهم ليصلوا يوما إلى مستقبل مشرق واعد يقدمون فيه أفضل ما عندهم من طاقات وقدرات، فإصلاح أمورهم يعني تأهيلهم نفسيا وروحيا ليواجهوا الحياة بالعلم والقوة والثبات.
لذا أخذت جمعية الكوثر على عاتقها حمل هذه المسئولية العظيمة وتهيب بالإخوة والأخوات أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء أن يحملوا معها هذه المسئولية بتكفلهم للأيتام وليتسنى للجمعية تفعيل برنامج الرعاية الشاملة للأيتام.
قال رسول المحبة والرحمة (ص) «خير بيوتكم بيت فيه يتيم يحسن إليه».
فالإحسان في معانيه الإنسانية، هو المبادرة للعطاء إحساسا بالمسئولية والدافع إليه هو رضى الله سبحانه وتعالى. فأن نحسن لليتيم أن نبذل إليه ليس إشفاقا في معنى الدونية، بل رحمة تنطلق من الأعماق لتغمر كيانه ولتأخذ بيده نحو الشواطئ الآمنة.
والبيت الخيّر الذي يحسن فيه لليتيم قد يكون المنزل العادي فيما تعارف عليه الناس، وقد يكون المؤسسة التي ترعى خطواته وتنشئته النشأة الأصيلة كإنسان تدخره للمستقبل. قال سبحانه وتعالى «ألم يجدك يتيما فآوى» صدق الله العظيم
قد يتعرض اليتيم للتشرد والضياع، وللجوع والحرمان، ولكن الله أراد أن نحيطه بالعناية ونرعاه باللطف، ونهيئ له المأوى الذي يضمه بالعطف والحنان، فينشأ نشأة طبيعية من دون أية مشكلة ما يعانيه الأيتام من مشاكل كبيرة. على المستوى النفسي والاجتماعي والمادي وعلى المستوى التعليمي والصحي وغيرها. والرسول الأكرم يدعونا لنسلك أسهل الطرق لدخول الجنة «أنا وكافل اليتيم في الجنة» رسول الله (ص)
إنه الإكرام النبوي لأولئك الذين يعيش الأيتام في ضمائرهم، فيبذلون ليكون بذلهم نيل جنة، فأية نعمة أسمى من هذه النعمة؟... إنّها التفاتة النبوة تنشر الرحمة على العالمين والرؤية الثاقبة والمردود الدنيوي الذي يطرحه لنا رسول الله (ص) «تحننوا على أيتام الناس يُتحنن على أيتامكم» مبادلة البر بالبر، إنغراس في الأعماق للحنان الذي يفيض بشرا وحبورا، تنشر أريحيات الخير الحانية تهدئ من روع اليتيم، تغمر عالمه وعيا وانفتاحا على المدى المتسع على رحابة الكون والحياة...
يسمو الحنان عندما يحتضن اليتيم، يستقر في القلوب الواجفة فيبعث فيها الدفء وسلام الأمان... «فأما اليتيم فلا تقهر» صدق الله العظيم.
أن يكرم الله الإنسان يعني استقرار ذاته في ساحة الرحمة الإلهية... ومن بوابات الدخول إلى هذا الإكرام الإلهي كفكفة دمعة اليتيم، مساعدته على تحقيق آماله وطموحاته، والأخذ بيده نحو بوابات النور ليطل منها على كل ما هو جميل وحق وخير الحياة.
قال سبحانه وتعالى: «ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا» صدق الله العظيم
من صفات الأبرار أنهم يعيشون روحية العطاء في أجواء الحرمان الذي يصيب بعض الفئات الاجتماعية المحرومة الخاضعة لبعض الظروف الضاغطة عليهم، كما هي حال اليتم في اليتيم والفقر في المسكين، والأسر في الأسير، فيعانون الجوع في كثير من الحالات، لكنهم يجدون لدى هؤلاء الأبرار انفتاحا على حاجاتهم الغذائية فيقدمون لهم الطعام في لمسة تعبيرية رائعة في الوقت الذي قد يكونون محتاجين إليه في حياتهم الخاصة.
«وما تنفقوا من خير فلأنفسكم» صدق الله العظيم
من أنبل ما يتميز به الخُلق الإنساني الرفيع مسألة الإنفاق، والإنفاق بكل تنوعاته هو غاية أصحاب القلوب العامرة بالود والتضحية لمن يبذلون لهم أنبل ما عندهم... والإنفاق على اليتيم هو مبادرة الخيرين تشع نورا مضاء يملأ الساحات، يمرح اليتيم فيها طفلا، وينشأ فيها شابا وآمال كبار تحدوه لأن يحقق أغلى الأمنيات على قلبه.
كما دعا خالق الأكوان البشرية قاطبة بقوله سبحانه «وتعاونوا على البر» صدق الله العظيم
لابد من الإيمان بالأسس العامة للعقيدة وهي الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين لأنها تمثل الحقائق الدينية التي لا يمكن أن يجهلها أو يهملها أي إنسان مؤمن...
وإضافة إلى هذا الإيمان، هناك العطاء الذي يمثل أحد عناصر الشخصية الإسلامية ونموذج حي للبر العملي... والعطاء للفئات المستضعفة ومنهم الأيتام يعتبر مسئولية إنسانية وإسلامية ليعيش المجتمع في نظام إنساني متوازن طبيعي شامل.
إن قهر اليتيم يجرح مشاعره ويسقط روحه ويضاعف من حزنه ويدفعه على الشعور بالضياع، ويعقد شخصيته ونظرته إلى الناس من حوله، فلا بد من الكلمة الحانية والبسمة الحلوة والنظرة الهادئة المشرقة، واللمسة اللطيفة التي تدفع بالبسمة إلى شفتيه، وبالإشراقة إلى عينيه، وبالطمأنينة إلى قلبه وبالثقة إلى روحه وبالثبات في خطواته ليعود إنسانا فاعلا واثقا بنفسه مطمئنا إلى قوته، مرتاحا إلى غده، يشارك في حركة الحياة وقال رسول الرحمة في وجوب دخول الجنة لمن عال يتيما «من عال يتيما حتى يستغني عنه أوجب الله له بذلك الجنة» رسول الله (ص)
إعالة اليتيم من أعظم القربات إلى الله تعالى وليس الإعالة حسنة نقدمها في لحظة وجدانية تنتهي بانتهاء خمود المشاعر، بل الإعالة في تسديد الجمعيات والمؤسسات التي تحتضن اليتيم وترعى خطواته، لأنها – أي الجمعيات - بما تمتلك من قدرات وطاقات قادرة على رسم المناهج التي تعطي اليتيم زخم الانطلاق في الحياة على قواعد الخير والعلم والصلاح.
«إن في الجنة دارا يقال لها دار الفرح لا يدخلها إلا من فرّح يتامى المؤمنين» رسول الله (ص)
وفي الآخرة إذ الجزاء الأوفى، روحٌ وريحان وجنات النعيم... للذين أنعم الله عليهم، فبادروا ومن أعماق القلوب ملؤها الحب والعطف ليزرعوا دروب الأيتام ورود فرح وأزاهير بهجة وبساتين سعادة...
هي الدار التي لا تعب فيها ولا نصب، بانتظار أولئك الذين غرسوا الفرح على قلوب الأيتام وانطلقوا بفرحهم يملأون الدنيا نجاحات في طريقة المعرفة والعلم وبناء المستقبل... وأيتام الكوثر يدعون لمن يكفلهم ويدعمهم ماديا ومعنويا بمصاحبة الرسول (ص) في الجنة.
إقرأ أيضا لـ "عبد الأمير سلمان"العدد 2457 - الخميس 28 مايو 2009م الموافق 03 جمادى الآخرة 1430هـ
طلب التكفل بيتيم
السلام عليكم ورحمة الله
انا سيدة من الجزائر متزوجة ولم يرزقتي الله باولاد
اود ان اتكفل بطفلة يتيمة
وانا مستعدة لن تعيش مع كابنة لي واتكفل بها بكل شي , وادعو الله ان يقدرني على تربيتها وان اقدم لها كل الحنان والحب ’ والسلام عليكم ورحمة الله