إشارة إلى العمود المنشور يوم الأربعاء 27 مايو/ أيار 2009 الموافق 1 جمادى الثاني 1430 هـ في صحيفتكم الغرّاء (الوسط) في عددها 2455 في صفحة «قضايا» بزاوية «وجهة نظر» تحت عنوان (هل حقّا نحن مستعدون لـ «انفلونزا الخنازير»؟)، فإنه يسُرُّنا بداية توجيه الشكر للكاتبة ريم خليفة لمتابعتها المستمرة لجميع القضايا الصحية والتي تمّ دعمها مسبقا كقضية مكافحة التدخين.
وثانيا لاهتمامها وحضورها الشخصي للمؤتمر الصحافي الذي عُقد بمبنى الوزارة يوم الثلثاء، ونودُّ أن نبيّن تعليقنا على المقال المذكور مبتدئين بطمأنة الكاتبة وكذلك المواطنين والمقيمين على أرض مملكة البحرين، بأننا من أوائل الدول التي استعدت لمواجهة «انفلونزا الخنازير» ليس على مستوى الخليج فقط بل على مستوى الدول العربية، وكانت البحرين أول دولة تصدر دليلا إرشاديا للعاملين الصحيين في خلال خمسة أيام فقط وتم تعميمه على دول الخليج.
كما كانت من أوائل الدول التي استعرضت خطتها أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجية، كذلك كانت أول دولة عربية تركب الكاميرات الحرارية في مطارها الدولي، وعلى أرض الواقع تم تطبيق الدليل الإرشادي في جميع المراكز الصحية بطريقة تجريبية قبل وصول أي حالة حقيقية، وقد بذل العاملون الصحيون جهودا كبيرة ومازالوا في مراجعة استعداداتهم والتأكد من تطبيقها، وكذلك جرى الحال مع مجمع السلمانية الطبي إضافة إلى استدعاء جميع المستشفيات الخاصة بالبحرين، وعرض الخطة والدليل الإرشادي، وقام مفتشو قسم التراخيص بزيارة لجميع المستشفيات للتأكد من استعداداتها للخطة.
أما ما جرى تحديدا في مدينة عيسى فما هو إلا تطبيق حرفي لما يجب عمله في حال تم تبليغ المركز الصحي بوصول حالة مشتبه بها، والإجراءات التي شوهدت هي جزء من البروتوكول الواجب اتباعه لوقاية العاملين الصحيين، حيث أنهم الأكثر عرضة للإصابة في حال مخالطتهم للمصاب. وبالطبع نحن نتفهَّم رد فعل مراجعي المركز نظرا إلى عدم تعوُّدهم على رؤية مثل هذه الإجراءات مسبقا.
ونودُّ أن نؤكد أنه لا توجد أية خطورة من مراجعة مريض مصاب بأي مرض معدٍّ على مراجعي المركز حيث أنهم لا يعدون من المخالطين للمصاب وإنما تتركز خطورة انتقال العدوى على العاملين الصحيين الذين يفحصون المريض ولذلك استعد المركز وطبّق خطة الوقاية المفروضة.
مع العلم فقد عاد وفد مملكة البحرين مؤخرا من اجتماع الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية برئاسة وزير الصحة الدكتور فيصل بن يعقوب الحمر، وحضر الوفد اجتماعا عالي المستوى لمناقشة الخطط الاحترازية الواجب اتباعها في الدول، وقد أطمأن الوفد هناك إلى أن خطة المملكة تفوق أية إجراءات أخرى اتخذتها أغلب الدول.
وعلى سبيل المثال لم تُشاهد أية كاميرات حرارية في مطار جنيف ولم يتم طلب ملء استمارة الوصول الخاصة بالمرض، بينما تطبق البحرين كل تلك الإجراءات بشكل احترازي ومشدد، كما فعلت يوم أمس وحرصا منها على سلامة أبنائها وبناتها الطلبة بأن تم استدعاؤهم لأخذ الدواء الواقي وعمل الفحوصات الضرورية على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية لم ترَ بالضرورة فحص غير المخالطين القريبين جدا من المريض. وعليه نودُّ أن نطمئن الصحافية المتميزة ريم خليفة على سلامة الخطة وسلامة التطبيق، وقد تلقّينا بالأمس عدة اتصالات من المعنيين بوزارة الصحة من الخليج للاستفادة من تجربتنا في التعامل مع الحالة والمخالطين.
وفي نهاية الأمر فإن أي خطة لا بد من أن تُراجَع بشكل مستمر وتُعدَّل بحسب التجربة الواقعية.
ونؤكد بأن الصحافة شريك فاعل لا يمكن التجاهل والتقليل من دوره الفاعل ضمن هذه الخطة؛ ولذا حرصنا وسنستمر في التواصل معهم من خلال المؤتمرات المباشرة أو البيانات حتى يبقى المجتمع البحريني على اطلاع من خلالهم على آخر المستجدات.
وتبقى كلمة شكر وتقدير لا بد منها لجميع الصحافيين والصحف بالمملكة على حرصهم الدؤوب ومتابعتهم مع الوزارة أولا بأول.
العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ