العدد 2455 - الثلثاء 26 مايو 2009م الموافق 01 جمادى الآخرة 1430هـ

هل حقا نحن مستعدون لـ «انفلونزا الخنازير»؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يبدو أن الحقل الصحي في البحرين غير قادر على السيطرة التامة على موضوع انفلونزا الخنازير الذي يعرف الآن باسمه العلمي «H1N1»، وإلا فبماذا نفسر طريقة تعامل العاملين الصحيين في مركز مدينة عيسى بالأمس عندما جاءتهم حالة اشتباه بالإصابة، طريقة تعامل دفعت بمراجعين إلى الخروج من المركز دون تلقي علاجهم.

الاستعدادات التي تكلم عنها مسئولو الصحة في مؤتمرهم الصحافي صباح أمس لا يبدو أنها كانت ذات أثر ملموس في هذا المركز، إذ بدأ القلق والحيرة على عدد غير قليل من العاملين فيه وأمام مرأى المرضى الزوار.

خطة الطوارئ أو كما يفضل مسئولو الحقل الصحي تسميتها بـ «الخطة الوطنية» ليست واضحة بصورتها الكاملة بحيث لا تتقبل النقد، وخصوصا إن ما حصل في هذا المركز وربما في مراكز أخرى من بينها مركز الشيخ صباح وربما حتى مجمع السلمانية التي بدأنا نسمع من يرفض مراجعته.

للأسف المسئولون في الصحة يحبذون إلقاء اللوم على الصحافة، ويحملوها المسئولية الأكبر في توعية الرأي العام بشأن هذا المرض وأمراض أخرى، وهذا ما كان واضحا في المؤتمر الصحافي الذي عقده مسئولون في وزارة الصحة صباح أمس، فبدلا من قول الحقيقة وهو أن التقصير كان من جانب الصحة في عدم توعية موظفيها بالطريقة الصحيحة كما حصل في مركز مدينة عيسى، نرى الوزارة تحمل الصحافة مسئولية واجباتها تجاه العاملين في الحقل الصحي.

ليس عيبا أن تعترف الصحة أنها أخفقت في توعيتها، بدلا من تحميل الصحافة المسئولية، ولا بأس من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا الموضوع بطريقة صحيحة كما هو معمول به في بريطانيا حاليا.

فلماذا لا توزع مثلا الأكمام عند منافذ المطار وأخرى عند مداخل المستشفيات والمراكز الصحية، وذلك لتفادي نقل العدوى في حال وجود إصابات. فحتى لو تمت السيطرة على حالة واحدة، فذلك لا يعني أننا في مأمن حتى مع وجود جميع الأدوية والأجهزة وأماكن العزل الخاصة بذلك.

ليس خافيا، أن البحرين ذات كثافة سكانية عالية، وعملية احتواء هذا الفيروس مهمة، وخصوصا وأن مسألة انتشاره قد تكون أعلى بكثير من دول أخرى، بسبب الكثافة أولا وعدم وجود خبرة في التعامل للسيطرة على مثل هكذا حالات، وخصوصا وأن البحرين لم يمر عليها مثل هكذا وباء منذ عشرات السنين، وإن ذاك الجيل من الأطباء والعاملين في الحقل الصحي لم يعد موجودا.

لا مناص من الاعتراف إن «الخطة الوطنية» دون المستوى، بدليل أن الكتيبات الإرشادية مرمية في بعض المستشفيات الخاصة مع المجلات، وشخصيا التقطت أمس الاول مجموعة منها .

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2455 - الثلثاء 26 مايو 2009م الموافق 01 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً