اللقاء المرتقب الذي سيقام الليلة بين باربار والأهلي والذي قد يكشف من خلاله هوية البطل إذا ما فاز الأخير في المباراة، أتمناه كما يتمناه الجميع أن يعكس المستوى الحقيقي لكرة اليد البحرينية وخصوصا أنه ليست الأعين البحرينية المتتبعة للعبة وحدها من ستتسمر خلف الشاشة الفضية لمتابعة اللقاء، بل إن هناك أعينا خليجية تراقب وتبحث عن مثل هذه المباراة إلى جانب ديربي كرة اليد البحرينية بين الأهلي والنجمة أيضا، بل ومن المتوقع ألا يكتفي المتتبعون بالشاشة الفضية بل وسيحضرون إلى صالة بيت التمويل الخليجي لمتابعة المباراة.
التمنيات بأن يكون المستوى الفني للمباراة راقيا يوازيه تمنيات أخرى بأن يكون الحضور الجماهيري راقيا أيضا، أنا لا أتحدث عن الحضور في الصالة وملء مدرجاتها التي تتسع لــ 1200 متفرج، أنا أعني أن يكون السلوك الجماهيري بالنسبة إلى الفريقين راقيا، لن يكون هناك أسف لو ظهرت المباراة من دون المستوى من الناحية الفنية بقدر ما لو قام البعض بتصرفات غير رياضية في المدرجات وأشعلت الصالة كما حدث في المباراة الماضية التي سبقت الفريقين والتي لا تزال آثارها السلبية حتى هذه اللحظة.
في المدرجات الباربارية أناس من ذوي العقل المتفتح، وفي المدرجات الأهلاوية أناس من هذا النوع أيضا، هذه النوعية من الناس يجب أن يكون لها وجود مؤثر في المدرجات؛ لأن أي إساءة من أي مدرج ستحسب على النادي الذي تسببت جماهيره، كل ما في الأمر أن الجماهير الأهلاوية والباربارية مطالبة بالتشجيع المثالي، كلا الرابطتين تمتلكان أهازيج جميلة تطرب المستمعين، يجب التركيز عليها وترك الإساءات إلى اللاعبين والحكام والإساءات المتبادلة أيضا. ستبدأ المباراة بتحية اللاعبين للجماهير ومن ثم تحية اللاعبين لبعضهم بعضا، بعد نهايتها مهما كانت النتيجة من المفضل أن يصفق جمهور الفريق الخاسر إلى الفريق الفائز، من الجميل أن يبارك لاعبو الفريق الخاسر إلى الفائز، وفي النهاية الرياضة جميلة، جمالها في أخلاقها ومتعتها.
المنظر المقزز الذي شاهده الجميع على صدر صفحات الملاحق الرياضية يوم الاثنين الماضي من خلال الحوادث التي صاحبت مباراة البحرين مع توبلي ضمن دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد كانت تستوجب عقوبات أقسى وكانت هذه العقوبات من المفترض أن تنال شريحة أكبر من اللاعبين، وليس من المنطقي أن العقوبات تنال 7 لاعبين فقط، أعتقد أن هناك لاعبين فلتوا من العقاب المستحق نظير ما قاموا به في العركة المؤسفة والمؤسفة جدا، الدخيلة على لعبة كرة اليد في البلد.
بصراحة، أعجبني كثيرا التحركات الإيجابية التي قام بها المسئولون في نادي توبلي لتطييب الخواطر وذلك على وجه السرعة، المبادرة بالاجتماع بالمسئولين بالاتحاد وتقديم الاعتذار عما حدث في المباراة أمر طيب للغاية، الأمر الأجمل قيام النادي بزيارة أخوية إلى نادي البحرين لمسح آثار المعركة السلبية، هذا الموقف الذي ترك الأثر الطيب في نفوس المسئولين في نادي البحرين جاء من باب الحكمة والحنكة في التعامل مع الأمور، لذلك فإن الموقف هو درس أو مرجع لبعض المسئولين في مختلف الأندية البحرينية الذين يظهرون على صفحات الجرائد أحيانا ليبرروا الخطأ بالخطأ وهم على قناعة بأن كلامهم خطأ ولكنهم يكابرون.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2450 - الخميس 21 مايو 2009م الموافق 26 جمادى الأولى 1430هـ