انتهت معركة الانتخابات الآسيوية على مقعد الفيفا أمس والتي ابتسمت لرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد همام، وذلك بعدما عشنا أجواء من الترقب المشحون بالصراعات والحرب الإعلامية التي تظهر بين تارة وأخرى طيلة 4 أشهر.

من وجهة نظري ان هذه المعركة الانتخابية لا يوجد فيها غالب ومغلوب بالمعنى الحسابي، وذلك سيدركه كل من يفهم بواطن وخفايا هذه المعركة التي تعتبر الأبرز والأقوى في تاريخ كرة القدم الآسيوية، والله ستر ان الانتخابات تمت في موعدها المحدد وبقبول الطرفين وتبددت المخاوف التي ظلت تدور عشية الانتخابات وكادت تؤدي إلى إطالة أمد هذه المعركة، وحينها لا نعلم كيف ستظلل «الغمامة السوداء» أجواءنا الكروية وقلقنا من امتدادها لأمور أخرى قد تضرب العلاقات الأخوية والروابط التي تجمعنا بعدما توزعت دول المنطقة إلى قسمين بسبب هذه المعركة!

ومع احترامنا للإطار العام الذي غلف هذه المعركة الانتخابية بأنها ديمقراطية وحال طبيعية أسوة ببقية الانتخابات، الا ان ما شاهدناه وسمعناه خصوصا في الأيام الأخيرة يعكس لنا حقيقة مرة بأن ما حدث ليس انتخابات ولا هم يحزنون، وكأني بالمرشحين الشيخ سلمان بن إبراهيم ومحمد بن همام وقعا ضحيتين لأطراف أخرى دخلت على الخط من أجل مصالح وحسابات خاصة، فسمعنا مؤتمرات صحافية وتصريحات مثل «ابن الصحراء» و»الخاسر عليه الذهاب إلى المستشفى» وغيرها، في الوقت الذي نرى فيه التصريحات المتبادلة بين الشيخ سلمان وبن همام محترمة، وذلك يؤكد علاقتهما الشخصية القوية منذ سنوات والتي نسأل الله الا تهتز أركانها بسبب هذه المعركة التي لا أتردد أن أطلق عليها صفة «القذرة» أعزكم الله.

الآن وبعدما وضعت الحرب أوزارها، حان الأوان لكي نقيم هذه التجربة الانتخابية التي خاضتها إحدى ابرز الشخصيات الرياضية البحرينية ونقف على ايجابياتها وسلبياتها، وأتمنى الا تكون ما تسمى بـ «خسارة» الشيخ سلمان في هذه الانتخابات فرصة لدى البعض للتقليل من شأنه وقدراته وطموحاته، وخصوصا أنه يتبوأ عدة مناصب في الاتحادين الآسيوي والدولي والباب مفتوح امامه لتبوء مناصب أكبر مستقبلا شريطة أن تكون الأمور مدروسة وأهدافها واضحة ومدعومة.