العدد 2433 - الإثنين 04 مايو 2009م الموافق 09 جمادى الأولى 1430هـ

عندما يكون المولوتوف أخطر من الكلاشنكوف!

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هي ليست الأولى من نوعها والتي تتهم فيها الحكومة «وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني» جماعات بـ «الإرهاب» والقبض عليهم وبحيازتهم أسلحة نارية من نوع الكلاشنكوف وغيرها، ووصلت عدد حالات تلك الجماعات التي أطلق عليها ما يعرف بـ «خلايا إرهابية» ومن يطلق عليها أيضا بـ «خلايا نائمة» لسبع حالات على مدى السنوات الماضية.

ولا يمكننا اتهام هؤلاء بـ «الإرهاب» وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن هؤلاء مازالوا تحت خانة المتهمين والمشتبه بهم، ولن تثبت إدانتهم إلا بحكم القضاء. ولأن سوابق الحكومة السابقة علمتنا أن لا نتهم أبرياء في ظل عدم إدانة أي من أعضاء ما عرفوا بـ «الخلايا» السبع الماضية بما نسب لهم، فمن حقهم علينا أن لا نتهمهم نحن ونصدر عليهم الحكم المسبق، كما فعل آخرون ومنهم نواب والحكومة بذاتها عندما اتهمت أبرياء في قضايا كثيرة ومنها «خلية الحجيرة» وغيرها.

بعد سماعنا اتهامات وزارة الداخلية بوجود خلية إرهابية مسلحة في البحرين (السابعة) واعتراف متهميها بالعمل والتنظيم لمهاجمة منشآت بحرينية وخليجية، ترقبنا أن يعقد مسئولون في وزارة الداخلية مؤتمرا صحفيا يشرحون فيه ملابسات هذا التنظيم المسلح كما حصل مع قضية «خلية الحجيرة»، خصوصا وأن الكلاشنكوف سلاح هجومي عالمي يستخدم في الحروب.

كما مازلنا ننتظر النيابة العامة وتلفزيون البحرين معاملة «متهمي الخلية المسلحة» بالمثل وكما عمل متهمو «الحجيرة» ومن باب المساواة والإنصاف، ببث اعترافاتهم على شاشة التلفزيون قبل حكم المحكم، وعقد برامج تلفزيونية تدين وتستنكر استهداف أرواح الأبرياء في البحرين وخارجها من خلال تطويع بعض «الهواتف العمومية».

والسؤال الموجه لوزارة الداخلية والنيابة العامة هل أصبح المولتوف أخطر على أمن واستقرار وسلامة أبناء هذا الوطن ومقيمهم من الكلاشنكوف والتنظيم المسلح الذي يهدد البحرين ودول الخليج؟

هل بث اعترافات المتهمين والمؤتمرات الصحافية وبرامج الاستنكار فقط عندما تكون هناك اتهامات موجهة لفئة معينة في المجتمع، فيما تغيب كل تلك التحركات والفعاليات عندما تكون العلاقة مرتبطة بتنظيم سري مرتبط بـ «تنظيم القاعدة» والاستهداف المسلح؟

الغريب أننا نجد في الصحافة عندما تكون هناك اتهامات لفئة من المجتمع يتم التشهير بهم وتنشر أسماؤهم وصورهم وتبث اعترافاتهم وتعقد على أرفع المستويات مؤتمرات صحفية وذلك بذريعة توعية المجتمع وحمايته، فيما تحجب كل المعلومات عن قضايا الخلايا السرية ولا تنشر أسماؤهم ولا صورهم ولا اعترافاتهم والتكتم على كل شيء بذريعة سلامة الإجراءات القضائية.

يا لها من مفارقة عظيمة عندما يكون المولوتوف أخطر من الكلاشنكوف.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2433 - الإثنين 04 مايو 2009م الموافق 09 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً