لو رجعنا إلى القضية من أساسها سنجد أن المشكلة الأساسية هي المؤسسة العامة للشباب والرياضة التي طالبت اتحاد اليد بفرض العقوبات على جماهير الشباب، هذه التوجيهات جاء أساسا بناء على المساعي التي بذلت في لعبة كرة السلة لإيقاف أهزوجة (يا لايم يا لايم) بالعنجهية والعنترة، المشكلة انتهت مع نهاية الدوري السلاوي وانتقلت إلى دوري اليد الذي للتو دخل مرحلة الحسم، وبالمناسبة فإني أسأل الذي سأل الاتحاد الدولي لكرة السلة عن رأيه في إنشاد الجماهير الأهازيج الدينية والسياسية والعنصرية، لماذا لم يسأله عما إذا كان للجهة الرسمية التدخل في شئون الاتحادات الأهلية المنتخبة؟! ولكي يكون السائل واضحا يجب أن يشير إلى أنه لا مجلس إدارة اتحاد السلة أو اليد ناقشوا العقوبات!!.
بصراحة، لو كنت جالسا على طاولة مجلس الإدارة حين نوقشت حوادث الجولة الخامسة، لصوت على إعادة مباراة الشباب مع التضامن لسبب هام وهو أن الاتحاد يتحمل مسئولية دخول الجماهير إلى الصالة لا غير، لا يقول أحد بأن النادي تحدى قرارات مجلس الإدارة بمنع الجماهير وجاء بهم إلى الصالة بحافلات النادي لأن ذلك لا يهم سواء جاؤوا بحافلات النادي أو بسياراتهم الشخصية أو حتى (لفت .. !!)، لو استقلوا أية طريقة نقل لن يتمكنوا من دخول باب الصالة ذو المترين في ارتفاعه والمتر في عرضه وأمامهم 4 أو 5 من رجال الأمن من دون تسهيلات كالمعتاد، لقد كان من بين الأشخاص الذين دخلوا إلى الصالة أناس يرتدون لباس النادي ولو كانت هناك إجراءات للمنع لمنع هؤلاء على أقل تقدير، في النهاية التضامن ليس سببا في المشكلة والشباب لا يتحمل المسئولية الأكبر في دخول الجماهير وإن كنت ألوم مسئوليه لعدم تجاوبهم مع توجيهات المسئولين بالاتحاد بإخراج جماهيرهم إلا أن ذلك لا يغير من قناعتي في أن المباراة كانت يجب أن تعاد، أحترم وجهة نظر الاتحاد، له وجهة نظره الخاصة ولي وجهة نظري الخاصة أيضا.
بالنسبة للمباراة المشكلة الأخرى بين الأهلي وباربار، لا يمكن تغيير نتيجة المباراة كما يطالب الأخير بناء على الحوادث التي وقعت أو العقوبات التي لم تتخذ أثناء المباراة لأن الخطأ خطأ تقديري أو خطأ من طاقم المباراة وهناك اتفاق عليه، لم يكن الخطأ في تطبيق مواد قانون اللعبة حتى تغير النتيجة، ولكن الاتحاد في المقابل فتح على نفسه بابا قد لا يغلق بالنسبة للكيفية التي اتخذ على إثرها العقوبات، وعلى الرغم من ذلك يجب أن يكون موقفه واضحا تجاه كادر التحكيم الذي أدار المباراة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل سيعتمد الاتحاد على رؤى أعضاء مجلس الإدارة في التصرفات أو الحالات التي تستحق العقوبة ولم يلحظها مراقب وحكم المباراة مستقبلا؟!
في النهاية، المؤسسة العامة للشباب والرياضة لا تزال تقف موقف المتفرج من الانعكاسات التي سببها دوري كرة السلة، الحصيلة في النهاية 6 آلاف دينار ضريبة أهزوجة «يا لايم يا لايم» والأهم من ذلك أن جماهير الأهلي والشباب والتضامن محضورة الدخول إلى صالة بيت التمويل الخليجي حتى نهاية الموسم والبقية في الطريق، لمصلحة من يتواصل الدوري من دون جماهير؟! وهل المسئولون في المؤسسة راضون عن ذلك؟! الأهلي سيلاعب الشباب في نهائي الدوري لهذا الموسم وإذا تواصلت نتائج الفريقين الإيجابية سيكون ذلك اليوم حاسما، هل من الحكمة أو من المعقول أن يقام النهائي من دون جماهير؟!.
ثبوت تناول العداء رشيد رمزي للمنشطات في ألمبياد بكين في واقع الأمر إساءة إلى الرياضة البحرينية، وهي امتداد للإساءات التي تتعرض لها الرياضة البحرينية نتيجة التجنيس العشوائي في رياضة ألعاب القوى خلال الفترة الماضية، وهي ليست أقصى إساءة، ما حدث نتيجة السعي وراء الإنجاز في أقصر الطرق وذلك على أكتاف لاعبينا المواطنين، وكم أتمنى أن يأخذ المسئولون عن الرياضة في البلد ذلك درسا في سبيل تغيير قناعاتهم الحالية الخاوية وغير المنتجة، وكم أتمنى أيضا أن يكون لقبة البرلمان موقف تجاه التجنيس الرياضي الفاشل!!.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2429 - الخميس 30 أبريل 2009م الموافق 05 جمادى الأولى 1430هـ