تنعقد الآمال على تحرك مجلس بلدي العاصمة بالتنسيق مع وزارة شئون البلديات والزراعة ومحافظة العاصمة لصوغ خطة تهدف إلى الحفاظ على هوية المنامة، فالفرص لا تزال متاحة، من وجهة نظر الكثير من أهاليها، لإحياء بعض المواقع والبيوت التاريخية تماما كما حدث لمشروع تجديد جامعي المؤمن والفاضل، ومع تنفيذ مشروع تطوير سوق المنامة القديم، فإنه بالإمكان تخصيص بعض المرافق التي تقدم لرواد السوق معلومات بشأن تاريخ العاصمة تكون بمثابة مركز معلومات تتضمن وثائق وصورا.
ومع نجاح جهود إحياء مدينة المحرق من خلال المشروعات الثقافية والتاريخية البارزة، وهي جهود بادرت في ترجمتها على أرض الواقع منذ سنين، وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة قبل توليها الحقيبة الوزارية، وأعادت تلك المرافق رونق الهوية والأصالة للمحرق، وآن الأوان لكي تنصب الجهود على العاصمة، فمع التزايد المذهل للوافدين وكثافتهم الملحوظة في كل أحيائها وفرجانها، لا يمكن بالطبع إخراج هؤلاء الناس منها، ولكن بالإمكان تشجيع الملاك وتوعيتهم بعدم تأجير البيوت في الأحياء القديمة لغير البحرينيين أو لغير العرب أو لغير العوائل الأجنبية، لكي لا يكون النصيب الأكبر في تأجير المنازل في الفرجان المعروفة في قلب المنامة كسكن للعمال العزاب، وهذه ظاهرة أرهقت المناطق القديمة بالكثير من الممارسات والصور السيئة التي تتنافى حينا مع عادات وتقاليد البلاد، وتتنافى مع القانون في أحيان أخرى كما حدث بالنسبة إلى المنازل التي اكتشفت كأماكن لممارسة الدعارة وبيع الخمور وممارسة الأنشطة التجارية المخالفة وخصوصا تحضير الأطعمة خلاف الاشتراطات الصحية.
وفي المنامة، الكثير من المؤسسات الأهلية التي يمكن أن تساهم في صوغ مشروع الحفاظ على هوية العاصمة، فهناك جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية، ومركز المنامة الإعلامي، وجمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية، وجمعية سيد الشهداء، مضافة إليها المؤسسات الثقافية والخيرية التي تمثل المناطق والضواحي التابعة للمنامة، وفي مقدور الجهات المسئولة وعلى رأسها محافظة العاصمة والمجلس البلدي، وبدعم من المجلس النيابي، العمل معا لترجمة الأفكار إلى أرض الواقع.
وهناك خطوة سابقة نتمنى أن تتبعها خطوات قادمة، وهي تلك المتعلقة بمشروع التطوير الحضري للعاصمة، والذي جاء إثر مسح ميداني ومخططات شملتها دراسة أعدتها وزارة شئون البلديات والزراعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDB)، وهو مشروع ركز على معالجة مشاكل العاصمة واحتياجاتها من ناحية الأراضي والمشاريع الخدمية، وتوفير الحلول للخدمات الإسكانية بما يتناسب مع خصوصية العاصمة الثقافية والاجتماعية.
وللحديث صلة
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2424 - السبت 25 أبريل 2009م الموافق 29 ربيع الثاني 1430هـ