العدد 2424 - السبت 25 أبريل 2009م الموافق 29 ربيع الثاني 1430هـ

عاصمة عالمية للكتاب... بيروت مثالا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

احتفلت وزارة الثقافة اللبنانية أمس بمناسبة إعلان بيروت من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) «عاصمة عالمية للكتاب للعام 2009»، لتكون عاصمته تاسع مدينة تحمل هذا اللقب، ومن المخطط له أن تمتد فعاليات المناسبة حتى أبريل/ نيسان 2010 لتشمل 250 مشروعا ونشاطا «تغطي الجوانب المحددة في الاستراتيجية ولاسيما تعزيز القرائية بين الأطفال والناشئة وتطوير صناعة الكتاب». وأشار الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى أن الهدف النهائي لكل الفعاليات المرافقة لهذه السنة «هو خلق دينامية ثقافية تفاعلية تؤسس لأرضية حاضنة لولادة الكتاب وصناعته وانتشاره». وأضاف «لبنان الذي حمل الأبجدية إلى العالم ونشأت على أرضه أول مطبعة للشرق في القرن السادس عشر، وأسس أول مدرسة في العام 1789، يعود إليه العالم معترفا بما أنجز وحقق، وهو يطالبه بالمزيد لأنه أهل لذلك».

الاحتفال أمس أقيم في قصر اليونيسكو في بيروت وحضره كذلك رئيسا البرلمان والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة، وإلى جانبهما أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، وتخللت الحفل لوحات فنية وعروض موسيقية غنائية وقراءات لمقتطفات من كتابات المفكر اللبناني الشهير جبران خليل جبران.

ولعل الرابط بين البحرين وبيروت ليس بعيدا، فالبحرين اتخذت قرارا استراتيجيا صائبا لاجتذاب المصارف والمؤسسات المالية التي كانت تتمركز في بيروت حتى منتصف السبعينيات، ولكنها أرادت الانتقال إلى مكان آخر بعد اندلاع الحرب الأهلية هناك، وكانت البحرين هي المحطة التي انتقلت المصارف إليها... والقطاع المالي حاليا يمثل أكبر القطاعات الاقتصادية المشاركة في الناتج المحلي - أكبر حتى من النفط والغاز - ويعتبر من أفضل القطاعات وأرصنها في منطقة الشرق الأوسط.

والبحرين كانت - ولاتزال - بإمكانها أن تنقل فكرة أخرى من بيروت بحيث تتحول البحرين إلى مركز إقليمي لصناعة النشر، وهي صناعة لا تقل في مردوداتها الوطنية عن المصارف، بل إنها أكثر من ذلك، لأنها تتحمل كل الهزات، ودليل ذلك بيروت.

لنتذكر أيضا أن دولة مثل بريطانيا كانت ضعيفة في القرن السادس عشر الميلادي، وكانت تخاف من أسبانيا وفرنسا ولم يكن أحد يتصور أن تتحول إلى قوى عظمى في فترة تاريخية لاحقة... وكان مما تميزت به على غيرها قبيل انطلاقتها الكبرى أنها أفسحت المجال لطباعة الكتب من دون مراقبة مسبقة، واعتبرت - ومازالت - مركزا جاذبا لكل الإبداعات والمبدعين والمخترعين، وكان ذلك أحد أسباب انطلاق الثورة الصناعية الحديثة منها.

ليس كثيرا علينا في البحرين أن نحلم بأن نتحول إلى مركز جذب لقطاع النشر والتأليف والترجمة، وفيما لو أفسحنا المجال لمثل هذه الأنشطة النوعية، فسيكون لدينا قطاع مجدٍ لا يقل عن قطاع المصارف الذي اكتسبناه من تجربة بيروتية سابقة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2424 - السبت 25 أبريل 2009م الموافق 29 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً