العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ

اللقاء اليتيم مع نصرالله

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قدم أمس صاحب «السفير» طلال سلمان شهادته على اللقاء اليتيم الذي أجرته صحيفة «الأهرام»، مع السيد حسن نصرالله، قبل شهرين فقط من دحر الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان في مايو/أيار 2000.

الحديث كان تعليقا دبلوماسيا هادئا وموضوعيا، على مقال أحد أقطاب الصحافة المصرية الحكومية، إبراهيم نافع، نشره السبت الماضي، الذي توسّط له سلمان لإجراء اللقاء، بصحبة أربعة آخرين، في مقر الأمانة العامة لحزب الله. يومها استقبلهم السيد بكثيرٍ من الإكرام والود، فهي المرة الأولى التي تجيء صحافة مصر لمحاورته والتعرف على أفكاره ورؤية حزبه، كرقمٍ مهمٍ في الصراع العربي الإسرائيلي.

يقول سلمان إنه بعد التقديم أخفى نافع عينيه تحت النظارة السوداء، وترك الحوار لأحد مرافقيه، حيث فوجئ شهود الحال، بأن الأسئلة الأولى كانت بعيدة عن الحزب والسياسة والعدو الإسرائيلي وتحرير الأرض! وما يثير الريبة حقا أن السؤال الأول عن موقع الأحلام في التفسير الديني؛ والثاني عن زواج المتعة ورأي السيد فيه؛ والثالث عن «التقية» وموقعها في المذهب الشيعي. ومع ذلك ابتسم القائد السياسي لأكبر حزب عربي قدّم مئات الشهداء وآلاف الجرحى من أجل تحرير الأرض... وأجاب باختصار، مشيرا إلى وجود من هم أعلم منه بهذه الشئون «الشرعية»، فهو متفرغٌ تماما لمقارعة العدو «إسرائيل»، ومعرفة قدراته العسكرية واللوجستية الهائلة.

ولشذوذ الأسئلة وغرابتها، حاول سلمان تعديل دفة الحوار، فسأل السيد عن آخر لقاءٍ له مع السفير المصري، فابتسم بشيء من الحزن وقال إنه لا يعرفه، معتذرا أنه كان أعد نفسه لحوارٍ سياسي ينقل صورة واضحة عن الحزب ودوره في معركة التحرير العربية.

بعد تلك المشاغبات -يقول سلمان- انطلق السيد يشرح مخاطر «إسرائيل» وتعاظم المستعمرات الاستيطانية وتزايد أعداد وحوش المستعمرين القادمين من أربع جهات الأرض، ومصادرة أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم. وتحدث عن مصر بكثيرٍ من الحب والتقدير لدورها، مفتقدا تأثيرها ودورها، معترفا أكثر من مرة، أنه يحتفظ في وجدانه بصور مشرفة لبطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر والعبور العظيم لاسترداد حقهم في ترابهم الوطني.

نصرالله اعترف أيضا، أنه كغيره من أبناء جيله وعى على الحياة من خلال الكتّاب والأدباء والشعراء المصريين، الذين كان يحرص على متابعة ما تيسر له من نتاجهم وهو يدرس في النجف الأشرف. وهي حقيقةٌ وليست مجاملة أو «تقية»، أو مداراة.

بعدها يشير سلمان إلى ما قام به إبراهيم نافع من اجتزاءٍ لمقاطع وسطور من كلام نصرالله في مقاله الأخير، واعتبره إخلالا بصدقية العمل المهني، وهو ما دفعه للإدلاء بشهادته عن هذا الحوار اليتيم. وحاول أن ينأى بنفسه عن اتهام نافع بالتحريف أو سوء القصد، وبرّر ذلك بالاعتماد على الذاكرة، وهو ليس أمرا مشكورا في ظروف كهذه، كما قال. وختم بشكر زميله القديم على إنجازه سبقا صحافيا ممتازا، «شفعه بتقديم ممتاز أين منه ما نسمعه من القاهرة وفيها هذه الأيام»!

جاءوا من مصر، رئيس تحرير، وباحثان بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، ومحرّران آخران، للقاء قائدِ حركة المقاومة التي أخرجت العدو بالقوة من أرضها المحتلة منذ عشرين عاما، ليطرحوا أسئلة يغطيها الغبار، ولو أرادوا لوجدوا أجوبتها في كتب العقائد وتفسير الأحلام. فكم بكِ يا مصرُ العزيزةُ من مبكيات!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً