ان ما طرحه وزير شئون مجلس الوزراء من «تساو بين المواطنين» شيء جميل ولكن هناك هموما يجب أن يتسع صدر الوزير لها:
أولا: لا أعلم ما إذا كان الوزير والسلطة التنفيذية يعلمون حجم ذلك الاستياء مما يمارسه بعض المهووسين طائفيا من تجريح الطائفة الشيعية أم لا؟ الا تقرأ السلطة ذلك اللمز والغمز الذي يصل احيانا الى الافصاح بأن «الشيعة» كذا و«الاثني عشرية» كذا وانهم تجزيئيون و«اصحاب مصالح» و«منافقون عندما يقومون بالتبرع بالدم»، وانهم «يسعون الى التخريب»... والمقالات كلها متوافرة ومصورة... وهنا سؤال: الا يعد ذلك مخالفا للقانون في قضية تجريم من ينحو نحوا طائفيا؟... اذا كان لهذه الفئة تقدير لعلمائها، لكوادرها، فكيف يتم السكوت على ذلك؟ اذا كان الخطاب لا يعبر عن بعض النفوس المريضة والتي تهدف إلى خلق الازمات الطائفية فلماذا لا يتم وضع حد له؟ اي فئة هي هذه التي تقبل ان تسب يوميا عبر هذا القلم في كل صغيرة وكبيرة؟ اذا كان هناك إنصاف واذا كانت هناك نظرة احترام من المسئولين لهذه الفئة او غيرها فلماذا كل هذا الصمت؟ ليس يوما ولا يومين ولا شهرا ولا شهرين... بل لا يمر اسبوع بلا تجريح لهذه الفئة التي تشكل نصف المجتمع؟
ما الفائدة من اقامة السلطة اسبوع التقريب بين المذاهب وهي ترى يوميا يسب مذهب من صحافي رخيص يعاني عقدة نفسية من دون أي موقف رادع؟ اذا كان هناك احترام وتقدير لهؤلاء المواطنين فيجب ألا يكون التقدير في حالات خاصة وانما يتم على طول الطريق.
ثانيا: لقد بلغ الشطط والسفه أن قام كاتب آخر بالتطاول على رمز من رموز المسلمين الإمام الحسين (ع) عبر مقال اثار استياء الجميع فتكلم العلماء عبر المنابر لوضع حد لهذه المواقف وغيرها ولم يقم أي من المسئولين والمعنيين بتتبع ما حدث!! وهكذا قضايا بعد قضايا تتكدس، ويجرح فيها الناس ونحن اساتذة فقط في المهرجانات الاعلامية... ويبقى السؤال: لماذا طرقت هذا الباب؟لأن السكوت عن مثل هذه القضايا الحرجة قد يساعد على تفاقمها فتتحول إلى احتقانات وليس في مصلحة اي بلد واي شعب ان يمارس ضد مجموعة منها اساليب الاستفزاز والتجريح اليومي... بالامس تعرض الكاتب ذاته والذي تبرر مواقفه بأنها صادرة عن «مجنون لا يؤخذ عليه» وهذا تبرير لا يرفع بقاء الاشكالية، تعرض الكاتب ذاته لبعض مسئولي الدولة فاتخذت الدولة موقفا صارما منه وعرفت كيف تقوم بإسكاته... والمعتقدات مقدسة وليست أقل احتراما من مسئول هنا او هناك... وانا على يقين بأن مثل هؤلاء الكتاب لا يعبرون الا عن انفسهم ولكن كل ذلك يجب ألا يجعل علماء الطائفتين السنية والشيعية والسلطة ايضا يبقون في مقاعد المتفرجين وهم يشاهدون مثل هذا الكاتب يجرح فئة من المسلمين تشاطرهم الحزن والفرح؟ اللهم إني قد بلغت
العدد 242 - الإثنين 05 مايو 2003م الموافق 03 ربيع الاول 1424هـ