العدد 2417 - السبت 18 أبريل 2009م الموافق 22 ربيع الثاني 1430هـ

لا توقظوا الفتن... ولا تفتحوا أبوابا مغلقة

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

سبق لي الإشارة في مثل هذه المقالة إلى اننا نجيد ونتفنن في عملية صناعة واختلاق المشكلات والقضايا في وسطنا الرياضي بشتى الطرق والألوان وفي مختلف الرياضات، والبركة في ذلك في المسئولين والقائمين على شئوننا الرياضية وتمتد إلى الإداريين وغيرهم.

وتاريخنا الرياضي حافل ما شاء الله بأمثلة «فن اختلاق المشكلات وابتكارها» لدرجة أننا اعتدنا على تنفسها في كل موسم رياضي، وآخرها مشكلة إغلاق الاستاد الوطني أمام مباراتين في الدوري الكروي الأسبوع قبل الماضي، ثم (توجناها) بعقوبات اتحاد السلة القاسية تجاه النادي الأهلي حتى بعدما ظننا أن اتحاد السلة الجديد بات يغرد خارج سرب الفوضى التي تعيشها بقية اتحاداتنا، وذلك بعدما قدم لنا موسما متميزا هو الأفضل ما بين جميع مسابقاتنا الرياضية هذا الموسم، ولكنه وقع أخيرا في مصيدة (اختلاق المشكلات) بعقوباته التي جانبها الصواب قانونيا وتوقيتا وذلك في يوم النجاح الكبير لموسمه!

ولأن الحديث في آخر ابتكاراتنا (قضية الأهلي) شبع بحثا وتشخيصا، فإن الأهم بات الخروج من المأزق الذي من وجهة نظري لا ينحصر فقط في إطار اتحاد السلة وكذلك اتحاد اليد الذي هو الآخر وقع ضحية لعقوباته ضد نادي الشباب للسبب ذاته وفي اليوم نفسه وكأنما الأمر موجه، بل إن هذه القضية ان لم تعالج بالصورة المناسبة فإن تأثيراتها وانعكاساتها ستمتد إلى مناحي رياضتنا وتكرس مفاهيم مؤسفة سواء بين الأندية وجماهيرنا المختلفة بعدما ظلت فتنتها نائمة طيلة تاريخنا الرياضي لتجد اليوم من يوقظها من دون حساب لعواقب الأمور.

ومساء أمس الأول استمعت لأول حديث لرئيس اتحاد السلة عادل العسومي بعد صدور العقوبات عبر إذاعة البحرين، واستوقفتني مقولتان جانبه التوفيق فيهما، إذ اعتبر هذه العقوبات «قرارا وطنيا» لا يخص اتحاد السلة؛ لأن «شيلة يا لايم يا لايم» تضمنت كلمات هزّت ثوابت البحرين الوطنية وتاريخها. وهنا نقول إن ذلك التفكير - سواء من العسومي أو غيره - يكشف لنا حقيقة الاتجاه السلبي نحو كلمات هذه «الشيلة»، وهو ما انعكس على القرارات والعقوبات المتخذة، بصرف النظر عن تعويل العسومي في حديثه الإذاعي على أنه حذر ونبه الأهلاوية إلى تلك الكلمات قبل المباراة النهائية، لاننا نختلف على مبدأ الأسلوب الذي تم التعامل به مع هذه «الشيلة» والاتجاه السلبي في النظر إلى كلماتها.

ونقول أيضا من باب التذكير أن هذه «الشيلة» بكلماتها نفسها ومن دون إضافات - مثلما قبل - تردد منذ أكثر من 15 عاما وفي ملاعبنا المختلفة سواء للأندية أو المنتخبات، وبحضور ومسمع القيادات العليا في المملكة وشخصياتها منذ عهد الأمير الراحل، فضلا عن أن رؤساء الاتحادات الرياضية مثل القدم والسلة واليد كانوا من أفراد الأسرة الحاكمة، فهل جميع هؤلاء الشخصيات والقيادات لم يكونوا مدركين للثوابت الوطنية وما يمسها إذ إنهم لم يتخذوا (قرارا وطنيا) مشابها لقرار اتحادي السلة واليد!

كما نشير إلى ما ذكره العسومي في حديثه الإذاعي إلى أنه سعى لذلك؛ كي يغلق الباب أمام الجماهير الأخرى لذكر شخصيات دينية وسياسية أخرى... وهنا نطمئنه إلى أن الجماهير الرياضية البحرينية تحديدا تعرف شيلات بعضها بعضا جيدا، وكم من مناسبات خصوصا في المشاركات كانت تتوحد جماهيرنا بمختلف توجهاتها وتشيل شيلاتها المختلفة من دون أية مشكلات، وحتى اللاعبين من الطائفتين الكريمتين يحفظون هذه الشيلات بمن فيهم لاعبو المنتخبات الوطنية، فلا داعي لفتح باب (الفتنة) مثلما سعى لذلك البعض عندما وضع جميع لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم (شيعة وسنة) الشارات السوداء في مباراة منتخبنا والكويت في كأس خليجي 19 في مسقط، وانه حتى المسئولين وهم من أفراد الأسرة الحاكمة الكريمة لم يعترضوا على ذلك باعتبارها حدادا على مناسبة دينية تحظى بالتقدير والاحترام لدى الجميع.

أما المقولة الأخرى فكانت أكثر غرابة بتبرير عادل العسومي حرمان الأهلي من المشاركات الخارجية انه جاء تفاديا لفضح مملكة البحرين من قبل جماهير الأهلي في الخارج! ويبدو أن العسومي يغفل أن النادي الأهلي من أكثر الأندية البحرينية تمثيلا للمملكة في البطولات الخارجية بجانب المحرق، وتحديدا في البطولات الخليجية لكرة السلة واليد منذ الثمانينات، وكم من مرة رافقت جماهيره الفريق للخارج وكانت مثالا مشرفا، وقادته لتحقيق الكثير من البطولات، وكانت تردد الشيلات نفسها ومن دون أن نسمع حدوث مشكلة جراء ذلك!

ونصيحة لوجه الله أقولها للأخ عادل العسومي وغيره ممن فكر في مثل هذا الاتجاه، أن فتح هذا الباب سيجرنا إلى التركيز في الكلمات وبعض الشيلات التي تطلق في مختلف مدرجات ملاعبنا من دون حسيب، وإذا كان العسومي ومن معه يرون في كلمات «يا لايم يا لايم» خطرا وطنيا، فأنبهه والمسئولين إلى أن ما ينطق به ونسمعه نحن في مدرجات دوري القدم وغيرها يشكل استفزازات وخطرا على الأخلاقيات وينسف العلاقات الحميمة التي تربط المجتمع البحريني، ويبدو أننا نحتاج لشخصية على غرار العسومي لتنقذنا من الخطر الاجتماعي!

وأخيرا... أقول ومن وحي متابعتي هذه القضية ان ذلك هو نتاج أوضاعنا الرياضية الخاطئة وضعف إدارات اتحاداتنا الرياضية التي تسير غالبا بـ «التوجيهات والتعليمات» وليس باللوائح والصلاحيات، وسنظل ندور في هذه الحلقة، واسألوا اتحاد اليد عن عقوبته ضد نادي الشباب.

إنه لمستغرب ولمؤسف أن تأتي هذه الضجة متزامنة مع العفو الملكي عن المعتقلين السياسيين في البلاد والأجواء الايجابية التي استبشر بها الجميع، لكن يبدو أن هناك من لا يجيد قراءة الأمور ومجريات الأحداث، ويساهم بقرارات فردية وانفعالية في فتح أبواب ظننا أنها أغلقت... وسامح الله من كان السبب

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2417 - السبت 18 أبريل 2009م الموافق 22 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً