العدد 2412 - الإثنين 13 أبريل 2009م الموافق 17 ربيع الثاني 1430هـ

رد إيجابي من «الطالبان» على عرض أوباما

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

«لقد أعطى الملا عمر الضوء الأخضر للتفاوض»، صرّح عبد الله أنس، الوسيط الطالباني مؤخرا لـ«الصنداي تايمز». «إنها خطوة كبيرة كبيرة. للمرة الأولى هناك لغة سلام على الجانبين».

يبدو أن كل شيء يشير إلى حقيقة أن هؤلاء المنشغلين في المحادثات الاستراتيجية السرية بين الطالبان والحكومة الأفغانية، والتي عقدت في المملكة العربية السعودية خلال الشهور الأخيرة، تفاعلوا بشكل إيجابي مع عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما. وإذا تم تأكيد هذه التقارير، فسوف تضع المفاوضات التي يدعمها البريطانيون وتحتملها الإدارة الأميركية، على أسس جديدة.

«أنا أجتمع مع الطالبان منذ الأيام الخمسة الماضية، وأستطيع أن أقول لكم إن كلمات الرئيس أوباما أوجدت تفاؤلا هائلا»، يقول قيّوم كرازاي، أخو الرئيس الأفغاني حامد كرازاي. «لم يعد هناك سبيل سوى المفاوضات».

بغضّ النظر، يبقى الشعب الأفغاني شَكوكا. «يتوجب على السياسيين الأفغان أن يعرفوا أن الشعب لا يريد عودة الطالبان إلى السلطة»، يقول مسعود، وهو مضيف لبرنامج تلفزيوني مشهور. «إذا قال أوباما نعم للمفاوضات، فقد يعني ذلك أمرين، أولهما الاعتراف بأن الولايات المتحدة تحتاج الطالبان لتحقيق نتائج أفضل، وثانيهما أن ذلك يشكّل نكسة مخزية لجميع الجهود الديمقراطية».

ويقول عبدالله، وهو سياسي شاب من الطاجيك تابع جميع المفاوضات بين الحكومة والطالبان بالريبة والشك وعدم الثقة، يقول الآن: «يتوجب علينا عقد محادثات مع هؤلاء الناس. من الواضح أن أجزاء كبرى من السكان البشتون، وخصوصا في الجنوب، يتعاطفون مع الطالبان. وإذا قبلوا حقيقة أن الأمر ليس عن قلب الدولة بأكملها وإكراه الناس على القيام بأشياء معينة، إذن لا يوجد هناك بديل عن التشارك في السلطة معهم».

ونظرا لاعتراف الولايات المتحدة بأنها لا تربح الحرب في أفغانستان، فقد يبدو أنه لا يوجد بديل لفكرة أوباما. ولكن هناك تناقضات في هذا القول. انتقد الدبلوماسيون الأميركيون آخر اتفاق بين طالبان الباكستان وحكومة إسلام أباد في منطقة القبائل المضطربة. وبرأي أحمد رشيد، مؤلف كتاب «الطالبان» الأكثر مبيعا، يجعل هذا من الممكن للطالبان أن يقوموا بإعداد أنفسهم بهدوء للنزاع في أفغانستان.

بغض النظر فإن دائرة الأفراد الأقرب إلى الملا عمر هي فقط أحد فروع الحركة.

واقع الأمر هو أن حركة الطالبان متناغمة إلى حد بعيد. إذا تمكن أوباما من النجاح في اشتمال الزعماء المحليين غير العقائديين في حركة التمرد ضمن عملية إعادة البناء، فسوف يكون هناك أمل في عزل زعامة الطالبان المتطرفين تدريجيا.

إضافة إلى ذلك، يبدو أن إرسال أوباما لسبعة عشر ألف جندي إضافي إلى أفغانستان يتعارض مع رغبته بالتفاوض. يشعر الخبراء أن الإدارة الأميركية ترغب بإجراء أية مفاوضات ممكنة من موقف قوة، الأمر الذي قد يؤدي إلى قيام مجموعات الطالبات المتشددة المسلّحة بتسليح أنفسها كذلك لصدامات قاسية وقت الحرب.

ينادي المراقبون في هذه الأثناء بأقل قدر ممكن من الشروط المسبقة التي يجب وضعها للقيام بالمفاوضات. على سبيل المثال، يجب أن يفرض على الطالبان أن تبعد نفسها عن الهجمات الإرهابية وقبول الدستور الأفغاني والحقوق المتساوية للمرأة. مقابل ذلك يمكن إصدار عفو عام لصالح بعض المتمردين. ويتواجد برنامج مماثل تابع للدولة منذ سنوات عديدة. إضافة إلى ذلك يوجد أكثر من عشرة من الأعضاء السابقين في الطالبان في البرلمان الأفغاني.

في هذه الأثناء ينتظر العالم الاستراتيجية الأميركية الجديدة لأفغانستان. لم يكن بالإمكان أحيانا مفاضلة الحملة المضادة للإرهاب التي يديرها الجيش الأميركي خلال السنوات السبع الأخيرة، وهي ليست موضوعة بشكل جيد من حيث الإستراتيجية. وحسب كل من الدبلوماسيين وعمال الإغاثة يجعل هذا من الصعوبة بمكان أن يلقي المتمردون أسلحتهم.

انخرطت الدول الأعضاء الباقية في حلف الناتو منذ فترة ليست باليسيرة في الإستراتيجية الجديدة العدوانية والتي أودت بحياة عدد متزايد من المدنيين. ويشعر عمّال الإغاثة المدنيون بنتائج هذا الوضع وآثاره، فقد أصبح من المستحيل وبشكل متزايد بالنسبة لهم أن يعملوا في المناطق التي تعمل فيها القوات الدولية، حتى لفترات قصيرة من الزمن.

وتعود حقيقة أن حركة الطالبان مستمرة في اكتساب المزيد من التأثير بالدرجة الأولى إلى عدم قدرة حكومة كارازاي والدولة المانحة لأفغانستان على تحقيق تحسّن تمكن ملاحظته في حياة السكان القرويين. كذلك ستعني زيادة مرموقة في فرص العمل تحسّنا في الوضع الأمني. ولكن في الوضع الراهن، يشكّل الفساد والبطالة أراضٍ خصبة تترعرع فيها حركة التمرد.

تبدو الولايات المتحدة في الشهور الأخيرة أنها تمد يدا إلى العالم الإسلامي. إلا أنه لا يمكن تحسين العلاقة ما لم يتم وضع حد للعمل العسكري في العراق وأفغانستان. ورغم أن هناك زيادة في أعداد القوات العسكرية الأميركية في أفغانستان يتوجب على الولايات المتحدة الاستمرار في إشراك تلك العناصر من الطالبان المستعدة للحوار، ضمن جهدٍ لوقف التمرد والإتيان بالسلام الدائم إلى أفغانستان.

* صحافي مستقل، ومدير مهرجان الأفلام الأفغاني في كولَون، والمقال ينشر بالتعاون مع كومن غراوند.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2412 - الإثنين 13 أبريل 2009م الموافق 17 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً