شهد برنامج «في الميزان» الذي يعرض على تلفزيون العائلة العربية «تلفزيون البحرين» تحولات كبيرة منذ أن تم تغيير مقدم البرنامج بعد قضية استضافة الأمين العام لجمعية وعد إبراهيم شريف وما واكبها من تغييرات عدة.
فالميزان كلمة تعني وتدل على التوازن من باب تساوي الثقل في كلا الكفتين للميزان، والميزان له كفتان لا ثلاث أو أربع أو أكثر، ويتوسط الميزان شيء يسمى المخيط وهو الخيط أو العمود الذي يتوسط الميزان ليضمن تساوي الكفتين بدقة متناهية، من دون أن يكون له تأثير على أية كفة، وإلا فقد سقط مسمى الميزان عنه.
برنامج «في الميزان» اسم لا يعكس أبدا حقيقة مسماه، فلا عدالة في الميزان، ولا توسط حقيقي بين كفتي القضية من قبل المقدم، وما لا يمكن تكذيبه أبدا عندما تشاهد أية حلقة من حلقات هذا البرنامج تكتشف ومن اللحظة الأولى انحياز المقدمة لطرف دون آخر، بل إن هذا البرنامج لا يقوم على أساس عادل في تساوي الكفة بين طرفي القضية، فكل الحلقات لابد وأن تشهد طرفا أقوى من الآخر ليس في بلاغة الحديث والحجج والبراهين بل في التمثيل وعدد الضيوف، ومساحة الكلام وفرصة الحديث وحتى في نصيب المقاطعة من قبل المقدم.
ما أثارني وأنا أتابع هذا البرنامج أن المقدم يتحدث أكثر من الضيوف، كما أن المقدم من يلقم ضيوفه خيوط الحديث، بل يرشدهم إلى ما يقولون وكيف يردون، إذا كانوا من الكفة التي يميل إليها.
عندما تشاهد برنامج «في الميزان» فإنك تكتشف بسرعة ومن الدقائق الأولى إلى أي جانب يميل المقدم، وهذا مثال غير جيد لإعلامي يقدم مثل هذه البرامج، فدور الإعلامي أن يكون على الحياد وأن لا يكشف عن ميوله لأي جانب حتى لا يتهم في صدقيّته أبدا، إلا أن تلفزيون البحرين لم يتعلم أسس البرامج التلفزيونية وكيف تدار مثل هذه الحوارات، وبالتالي لم يعلم كوادره كيفية التعاطي مع مثل هذه القضايا، في ظل وجود مشاهد واعٍ يفهم ويعلم ما يجري من حوله.
ما أثارني كثيرا تقاسيم وجه المقدم وغمزاته وابتساماته الفاضحة له أكثر من لسانه لتكشف لنا عدم الحيادية في طرح السؤال على الضيوف، حتى أنه يعلم بذلك فنشاهده يكرر دائما «لا نريد أن نتهم بعدم الحياد» لعلمه وتأكده من عدم حياديته فنراه يسعى لتعويض ذلك بكثرة تكرار تلك الجملة التي جاءت بعكس ما كان يتمنى.
«في الميزان» برنامج مسجل لا يبث مباشرة ويخضع للرقابة، ومع كل ذلك فهذا البرنامج فاقد للصدقيّة والحيادية، فاقد لأبسط مقومات البرامج التلفزيونية الواقعية التي تعكس وجهات النظر المختلفة بحيادية وأمانة.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2409 - الجمعة 10 أبريل 2009م الموافق 14 ربيع الثاني 1430هـ