في الصباح الباكر من كل يوم (ماعدا الإجازة الأسبوعية طبعا) أستمتع بالأحاديث التي يثيرها المذيعون والمذيعات عبر أثير إذاعة البحرين، ولكني أستمتع أكثر وأكثر وأنا أقود السيارة بصوت تعودت منذ صغري على سماعه، وهو صوت أعتبره شخصيا «الحكيم» الذي يقدم في كل يوم نصائح للناس ولكن بأسلوب مشوق ومحبب، وليس بذلك الأسلوب الإلزامي الذي يأتي عادة مسبوقا بكلمة «يجب» أو غيرها من الأفعال التي تسبق كل الإرشادات والنصائح.
هذا الصوت هو صوت الخبير العربي للتوعية المرورية عبدالعزيز بوحجي الذي يقدم في كل صباح نصائح مشوقة عبر فقرة «طريق السلامة»... أسلوبه في عرض النصائح يحمل طابعا كوميديا، وقد أعجبتني الأسبوع قبل الماضي نظرية طرحها أحببت أن أنقلها إلى الذين لم يسمعوا البرنامج أو لم يسمعوا بهذا النظرية، إذ شبهت النظرية سائقي السيارات الذين يعمدون إلى استخدام أبواق السيارات «الهورن» بداع ومن دون داع بـ «الأوز»، وفسر ذلك بقوله: الأوزة في كل خطوة تخطيا تسمعها تقول: «كاكا كاكا» وكذلك الحال بالنسبة إلى سائق السيارة الذي تعودت أصابعه استخدام «الهورن» بسبب أو من دون، فأنت دائما ما تمسع سيارته تصرخ: «ديدديد ديديد».
«الحكيم» عبدالعزيز بوحجي طلب من خلال طرحه لهذا النظرية، ومن دون أن يقول هذا بشكل مباشر، أن يحسن الناس استخدام «الهورنات» حتى لا يصبحوا كـ «الأوز»! شخصيا استفدت من هذه النصيحة بحيث أنني بدأت لا أستخدم «الهورن» في كل وقت، وإنما بت أستخدمه للضرورة القسوة فقط، فـ «الهورن» جهاز وضع للتنبيه لخطر ما، وهو جهاز له أهمية واضحة ومفيدة.
وعلى رغم أهمية هذا الجهاز في السيارة فإنه أصبح يشكل إزعاجا لكثير من الناس، وذلك نيجة لسوء استخدامه من قبل بعض السواق الذين باتوا يستخدمونه كلغة حديث فيما بينهم، فمثلا: إذا سمعت أحد ما يدق «هورنه» مرة واحدة أو مرتين، فهذا يعني لدى البعض «سلام عليكم»، أما إن سمعت سائقا يستخدم «هورن» طويلا وقويا فاعرف أنه غاضب، وإن التفت إليه فستجده يقوم بصنع حركات والتلويح بيده أو قد يتلفظ عليك بكلمات «قذرة».
هناك إشارة أخرى، فإن رأيت شبابا خرجوا في موكب سيارات ويستخدمون «هرونات» بشكل متواصل فأعلم أنهم فرحون بفوز فريقهم أو منتخبهم، أما إن رأيت سيارة مزينة أمامهم فاعلم أنهم خرجوا في «زفة عروسين»... مع أن هناك استخدامات حسنة لهذا الجهاز لكن يبقى استخدامه السيئ طاغيا على الجانب الحسن، وهذا من دون شك يزعجنا جميعا.
عن نفسي لا أتمنى أن يشبهني الناس بـ «الأوزة»، لذلك فإنني أعد نفسي بأنني سأستخدمه في المكان المناسب وفي الوقت المناسب من دون أن أتسبب في إزعاج من حولي، ولكن ماذا عن السواق الآخرين، هل سيقبلون بنصيحة بوحجي ويطبقونها؟! الله العالم.
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2402 - الجمعة 03 أبريل 2009م الموافق 07 ربيع الثاني 1430هـ