العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ

الصحافيون على أبواب الانتخابات

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد أسبوع، ستشهد جمعية الصحفيين البحرينية إجراء انتخابات جديدة لمجلس الإدارة للعامين المقبلين.

المتوقع أن تشهد الانتخابات المقبلة حراكا تنافسيا، يعكس تشكيلة الوسط الصحافي من جانب، ومن جانبٍ آخر يعكس التطلعات المرجوة لهذا القطاع الفاعل في صياغة الحياة المعاصرة وتشكيل الرأي العام.

حتى كتابة المقال، لم تُعلن أية تحالفات أو تصدر أية إشارات تشي بقرب يوم الانتخابات، ومع ذلك لا يُستبعد أن تحدث مفاجآت.

ليس سرا أن الواقع الصحافي اليوم منقسمٌ بين جمعية رسميةٍ معلنة، ونقابةٍ تحت الإشهار، وهذا الانقسام كان لوجود اختلافات جوهرية بخصوص النظرة للعمل النقابي. ومن بين أحد أكبر الإشكالات التي أثيرت منذ اليوم الأول لانطلاقة الجمعية، وجود رئيس تحرير على رأس المؤسسة، بما يمثّله من تصادم مصالح في موقعين متعارضين.

هذه النقطة نالت نصيب الأسد من المناقشات والاعتراضات، وقد أثبت الواقع صحة هذه التخوفات، فكثيرا ما اصطدم موقع رئيس التحرير بموقع رئيس الجمعية، وشاهدنا مرارا كيف وقفت الجمعية مشلولة في الدفاع عن حقوق الصحافيين في عددٍ من حالات الفصل، حيث كان الخصم هو الحكم. فهذه الإشكالية لابد من التصارح بشأن علاجها ونحن على أبواب انتخابات جديدة.

لسنا في مقام انتقاد أحدٍ أو توجيه العتاب لأحد، فأحيانا نجد أنفسنا أسرى مرحلةٍ معينةٍ من التطوّر السياسي والاجتماعي والمؤسسي، لكن التحدّي يقتضي ضرورة تجاوز هذه الإشكالية، من أجل التأسيس لواقعٍ أفضل للصحافة والصحافيين.

لسنا في مقام انتقاد أحدٍ على الإطلاق، وكلّ الشكر والتقدير لمن عمل بالجمعية في الأعوام الماضية، رئيسا وأعضاء مجلس إدارة، لكن من الواجب توجيه دعوةٍ مفتوحةٍ للأساتذة رؤساء تحرير الصحف جميعا لتجنب الترشّح لرئاسة الجمعية، فالتجارب أثبتت عدم صحة هذا الخيار... ليس فقط للنأي بالجمعية عن الشللية والاستقطابات الحادة فحسب، بل لتمهيد الأرضية اللازمة لتسهيل عملية الاندماج وتوحيد الصف الصحافي، وتجاوز حالة الإعاقة التي يعانيها بسبب هذه الازدواجية بين الجمعية والنقابة، لتنطلق الجمعية بأقل قدرٍ من الحساسيات أو المعوّقات.

إننا نحلم، ومن حقنا أن نحلم، أن يكون هناك كيانٌ موحدٌ يخدم جميع الصحافيين دون استثناء، والمحاولات التي جرت في السنوات السابقة كادت أن تثمر، والكلّ ينتظر خطوة تصحيحية وشجاعة بتخلي أي رئيس تحرير عن السعي لمنصب رئاسة الجمعية، لننتهي من أحد أكبر الإشكالات. فكلّ التعهدات الأدبية التي يقال عنها لا تضمن العدالة والإنصاف في ظلّ موازين قوى ليست في صالح الصحافي حتما.

إننا نحلم بجمعيةٍ تمتلك كوادر ذات خبرة، وترفدها دماء الشباب، ويلتحق بها الصحافيون من الصحف والأطياف كافة، لتكون بيتا لجميع الصحافيين، فلا تعود مكانا للشللية والتكتلات المتعارضة المصالح والأهداف.

إننا نحلم بجمعيةٍ تضع على رأس أولوياتها العمل لاستصدار قانون إصلاحي جديد للصحافة، يليق بالبحرين، خصوصا بعد أن زاد عدد الزملاء والزميلات الذين مثلوا أمام المحاكم تحت طائلة قانون العقوبات بسبب التعبير الحر عن الآراء.

إننا نحلم بجمعيةٍ تحمل همّ الدفاع عن حرية الرأي والتعبير، باعتبارهما من أهم ضمانات رقيّ وتطور المجتمع، وأحد أدوات التغيير السلمي ومحاربة الفساد والدفع قدما بعجلة الإصلاح، في وقتٍ تتطلب أوضاع الصحافة التكاتف لتطوير أوضاع الصحافيين والدفاع عن المهنة وصيانة حرية التعبير.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً