العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ

حتى لا تكون المدارس ضحية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

ما يحصل داخل عدد من المدارس الحكومية من مظاهر عنف وعنف مضاد في الأيام الماضية هو مؤشر لا يطمئن أولياء الأمور على أبنائهم الطلبة داخل الصفوف الدراسية، لاسيما وإن الحرق وتخريب الصفوف الدراسية ومن ثم ودخول قوات الأمن داخل المدارس كلها تصرفات خاطئة لا تعالج مشكلة بقدر ما تسكب زيتا على النار... فالمنظر برمته غير حضاري وهو يذكر بما كان يحدث إبان حقبة التسعينيات عندما تحرك الطلاب، وعندما انتهك الحرم الجامعي والمدرسي آنذاك.

هناك مشكلات قائمة منذ فترة وبإلامكان معالجتها بعيدا عن أساليب العنف وبعيدا عن الرد الأمني، فالدولة تتحمل جزءا كبيرا من ذلك كما تتحمل القوى الفاعلة داخل مجتمعنا البحريني جزءا من المسئولية... فكل طرف مسئول وإلقاء اللوم بشكل يحدث الفرقة ضد فئة دون أخرى لن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيدا.

نتحدث عن أهمية الشراكة المجتمعية، وعليه ينبغي أن نتحدث بصدق وأمانة عما يحدث اليوم في الشارع والمدرسة... في المدينة والقرية، فالذي يحدث لا يمكن أن نلوم المعارضة عليه، ولا نلوم فئة واحدة من المجتمع، فالوقع يقول أشياء أخرى أيضا، والاستمرار في تجاهل المشكلة قد يوصلنا إلى منزلق لا نبتغي أن نصل إليه، فلازلنا نرى بصيص أمل من جميع الأطراف لحل ما هو عالق.

البحرين اليوم تزخر بسجل حافل من الأنشطة المختلفة، كما هي المباني الشاهقة والمحلات التي تفتح هنا وهناك داخل مجمعات تجارية راقية تجذب المواطن والمقيم والسائح، والبحرين» تزداد جمالا» كل يوم، لكن ذلك في جانب، لأن هناك جانب آخر من البحرين يقول نقيض ذلك، فهناك من لا يذهب إلى المجمعات ولا يبتاع أغراضه هناك ولا يشرب «موكا كوفي» أو «فراباتشينو» لأنه ببساطة يعيش في بيئة وفي وضع تخلو جيوبه من المادة التي تمكنه من الاستمتاع بألوان الرفاهية في البحرين أي من شكلها وجانبها الآخر.

هذا فقط جزء من المشكلة، وقد رأيت البعض يدخل أحد المقاهي القريبة في إحدى المناطق، ينظر إلى شباب ومراهقين وحتى أطفال بمثل عمره يشترون «المافن» (الكعك الأميركي)... أو تذهب بعضهن لعمل المانيكير والباديكيير( تقليم وتلوين الأظافر) في محل الأظافر القريب وهم يرتدون آخر الماركات، وهو (أي ابن المنطقة) أو هي (بنت المنطقة) يمشون بنعال بسيط وقميص قديم أو ثياب بالية.

علينا أن نراقب الوضع بعناية، فما كان يحدث في الماضي ليس هو اليوم وإن ما يريده الشباب والمراهقون ليس سوى أن يكونوا مثل هؤلاء... ولكن كيف وجيوب آبائهم وأمهاتهم تخلوا من المال؟ إنها مفارقات اجتماعية تنتظر ما يثيرها، ونأمل ألا تكون المدارس ضحية لهذه المفارقات.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً