تزعم أن المستقبل «تشكُّلٌ ماثل»... تزعم أن الماضي «حنين في حال ضعف». ماذا عن الحاضر؟ كأنه استنزافٌ لعروق لا دم فيها!
***
يتذكَّر الأحبة كما يتذكَّرُ وجهه من دون مرآة.
***
كل محاولة فصل للإنسان عن هوائه الطبيعي ستنتهي إلى اتساع الأفق والفضاء، ولو كان ذلك الإنسان في حبْس انفرادي.
***
يلوِّحون لك بالأغلال؛ لكنهم لم يقفوا بعد على الحافز الذي يمكن أن تمنحه لك. ثمة أغلال بمثابة كنوز، بما تتيحه لك من قدرة على بناء فضائك الخاص، بحيث تتجرأ من دون تردُّد على حشْر سجَّانك في زاوية عطنة!
***
سنذهب على الحدود القصوى من عدم تعويلنا على الأمل في هكذا شحن طائفي، وإمداد ورفْد لذلك الشحن من قبل أكثر من طرف. لكن على تلك الأطراف ألا تعوِّل كثيرا على ذلك اليأس! فالأخطاء في هكذا شحْن أكثر من أن تحصى؛ فيما اليأس له حدوده القابلة للاحتواء، والأمل بحجم قارة كونية!
***
عدَّة الصيد التي تُقتنص بها الطيور، صارت أداة لاقتناص الانسان. كم من الصور التي تبعث على الشفقة؟ ليست شفقة على الضحية لأنها متوَّجةٌ بهكذا ممارسة. متوَّجة بقدرتها على إعادة تكرار المحاولة. محاولة الاحتجاج؛ ولكنها الشفقة على القنَّاص الضرير الذي مهما أوتي من القوة في الرصْد، يظل في الدرك الأسفل من العتمة والغياب. ولا مجال هنا للحديث عن نُبْل ما. عن أي نُبْل نتحدث هنا؟ اقتناص ضحايا لهم الحق في الاحتجاج أمام الفضاء المخنوق. فيما القنَّاص يُحْكم قبضته على ذلك الفضاء فيمعن في خنْقه!
***
الأبكم الذي انطفأت إحدى عينيه في موقف قنْص مدفوع الأجر آخر الشهر، ستنبت له في الحدقة - التي ظن قنَّاصو الغفلة أنهم أطفأوا وهجها - أكثر من شرفة يطل من خلالها على سوء الممارسة، وبذاءة الحوار. أبكم في ذروة فصاحته. رصاص في ذروة خرسه. قنَّاص في ذروة غفلته!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ