خرج عشرون رجلا مكممي الأفواه معصوبي العيون مقيدي الارجل والاقدام، محلقي الرؤوس، من بطن احدى طائرات الشحن الاميركية من طراز 041 وقد أحاط بهم ستون من مشاة البحرية الاميركية المدججين بالأسلحة. وقد هبطت الطائرة في «غوانتنامو»، هذه البقعة التي تعد من افظع الجزر على وجه البسيطة، إذ تعتبر مرتعا للبعوض والزنابير، والرطوبة والنتن، وتحيط بها الاسلاك الشائكة والالغام الارضية.
ستة من أبناء البحرين، وعشرات من الدول العربية والاسلامية، من ابناء الكويت واليمن والسعودية والجزائر والاردن وسورية وتونس والمغرب واندونيسيا والشيشان وبنغلاديش وباكستان. جميعهم محشورون في أقفاص حديدية بطول وعرض لا يتعدى 6,8 أقدام.
ستة من ابناء البحرين حشروا من بين المئات في سجون اسمنتية ضيقة في المطار العسكري في قندهار، وعوملوا معاملة قاسية من قبل الجنود الاميركان سواء بالضرب او الإهانة قبل ترحيلهم إلى هذه الجزيرة.
وعلى رغم تدخل الجهات الدولية المختلفة ومنظمات حقوق الانسان كمنظمة العفو والصليب الاحمر، الا انها لم تستطع ان تكبح جماح الحقد الاميركي الاسود الذي لم يعد يميز بين المقاتل والمدني. ورفض معاملة أسرى الحرب المنصوص عليها في معاهدة جنيف، والتي تنص على معاملة الاسرى معاملة انسانية تحفظ وتصون كرامتهم وتلبي احتياجاتهم الضرورية. كما رفض طلب منظمة العفو في احقية أي متهم مشتبه به في محاكمة عادلة. وقامت الجهات الرسمية بمحاولات لفك أسر المحتجزين البحرينيين في اقفاص «غوانتنامو»، إلا انها فشلت بسبب البروتوكولات والعلاقات التي تربطها بأميركا. وقام ذوو المعتقلين بمخاطبة الجهات الاميركية ومنهم السفارة الاميركية في البحرين... إلا ان هذه المحاولات لم تسفر عن شيء يذكر... فماذا بعد...؟؟ ان قضية الاسرى البحرينيين في غوانتنامو ليست قضية فردية أو خاصة...!!! ان القضية هي قضية المجتمع البحريني بأكمله... كبيره وصغيره شبابه وشيبته... ان التراحم والتعاون والعمل من اجل صالح المجتمع وسعادته واستقراره ونصرة الضعيف والمظلوم والاسير والمغلوب على امره تحتمه تعاليم ديننا الحنيف... لذا فلا بد من العمل والعمل الجاد لنصرة اخواننا سواء بالوسائل الاعلامية أو الشعبية أوالاهلية بإقامة الحملات والندوات المستمرة والمطالبة بإطلاق سراح الاسرى وعودتهم الى اهلهم وذويهم ومملكتهم الفتية وبالدعاء لهم ان يفرج عنهم كربتهم والى اهاليهم ان يرزقهم الصبر والثبات على الدين... فصبرا آل عامر ان الفرج لقريب.
وهذه دعوة الى جميع الجمعيات الاهلية الكثيرة لتفعيل دورها المهم في خدمة المجتمع البحريني ونصرة افراده وتحويل الشعارات والاهداف المكتوبة الى افعال محسوسة... تحية وتقدير الى جمعية حقوق الانسان البحرينية على الجهود المستمرة في سبيل اطلاق سراح الاسرى البحرينيين
العدد 24 - الأحد 29 سبتمبر 2002م الموافق 22 رجب 1423هـ