العدد 2390 - الأحد 22 مارس 2009م الموافق 25 ربيع الاول 1430هـ

ملتزمون بانتهاج الأسلوب الدبلوماسي مع إيران

باراك أوباما comments [at] alwasatnews.com

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

أود أن أعرب عن أطيب أمنياتي إلى كل من يحتفلون بعيد النوروز في جميع أرجاء العالم. فهذا العيد يعتبر من الطقوس العريقة وهو في الوقت نفسه يعتبر لحظة من لحظات التجديد، وآمل أن تستمتعوا بهذه الفترة الخاصة من العام بصحبة الأسرة والأصدقاء.

وبصفة خاصة، أود توجيه الحديث مباشرة إلى شعب وزعماء جمهورية إيران الإسلامية.

إن عيد النوروز ليس سوى جزء من ثقافتكم العظيمة والمجيدة. وعبر قرون عديدة ساهمت فنونكم وموسيقاكم وآدابكم واختراعاتكم في أن يصبح العالم مكانا أفضل وأكثر جمالا. وهنا في الولايات المتحدة ساعدت مساهمات الأميركيين الإيرانيين في تعزيز كل جزء من مجتمعنا. وإننا نعلم أنكم أصحاب حضارة عظيمة، وأن إنجازاتكم اكتسبت احترام الولايات المتحدة والعالم.

لكن العلاقات بين دولتينا ظلت متوترة منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. غير أننا نجد في هذا العيد ما يذكرنا بالإنسانية المشتركة التي تربط بيننا جميعا. وفي الحقيقة، فإنكم ستحتفلون بعامكم الجديد بطريقة تتشابه إلى حد كبير مع الطريقة التي نحتفل بها نحن كأميركيين بأعيادنا، بالتجمع مع الأهل والأصدقاء، وتبادل الهدايا والحكايات، والتطلع نحو المستقبل بإحساس متجدد بالأمل.

ويكمن في تلك الاحتفالات وعد بيوم جديد، وعد بفرص متاحة لأطفالنا؛ وبالأمن لعائلاتنا؛ والتقدم لمجتمعاتنا؛ والسلام بين الأمم. وهذه آمال مشتركة، وهي أيضا أحلام مشتركة.

لذا، فإنني في موسم البدايات الجديدة هذا، أود أن أتحدث بوضوح إلى الزعماء الإيرانيين.

توجد بيننا اختلافات جدية نمت مع مرور الزمن. وحكومتي الآن ملتزمة بانتهاج الأسلوب الدبلوماسي في تناولها لطائفة عريضة من القضايا الماثلة أمامنا، وبالسعي نحو إيجاد علاقات بناءة بين الولايات المتحدة، وإيران، والمجتمع الدولي. وهذه العملية لن تتقدم عن طريق التهديدات. وإنما نحن نسعى عوضا عن ذلك إلى التواصل المتسم بالإخلاص والقائم على أساس الاحترام المتبادل.

وأنتم أيضا عليكم الاختيار. إن الولايات المتحدة تريد لجمهورية إيران الإسلامية أن تشغل المكانة الصحيحة اللائقة بها في مجتمع الأمم. هذا حقكم، ولكنه حق مصحوب بمسئوليات حقيقية. فهذه المكانة لا يمكن بلوغها عن طريق الإرهاب والأسلحة، وإنما عن طريق الأفعال السلمية التي تظهر العظمة الحقيقية للشعب الإيراني والحضارة الإيرانية، ومعيار هذه العظمة لا يكمن في القدرة على التدمير، وإنما في إظهار قدرتكم على البناء والخلق. لهذا فإنني، في مناسبة مطلع عامكم الجديد، أود منكم، أنتم شعب وزعماء إيران، أن تدركوا المستقبل الذي نسعى إلى تحقيقه. إنه مستقبل يتجدد فيه تبادل العلاقات بين شعبينا، وتتاح فيه فرص سانحة أعظم للشراكة والتجارة. إنه مستقبل يتم فيه التغلب على الانقسامات القديمة، وتستطيعون فيه أنتم وكل جيرانكم والعالم الأوسع نطاقا، العيش في سلام وأمن بدرجة أكبر.

إنني أعلم أن التوصل إلى ذلك لن يتم بسهولة. فهناك من يصرون على أن نظل معروفين بخلافاتنا. دعونا نتذكر الكلمات التي كتبها الشاعر العظيم الشيخ مصلح الدين سعدي الشيرازي منذ قرون خلت حين قال «إن أبناء آدم أوصال لبعضهم البعض، لأنهم خُلقوا من جوهر واحد».

وبقدوم الموسم الجديد، نجد ما يذكرنا بهذه الروح الإنسانية الغالية التي نتقاسمها جميعا. وبمقدورنا أن نناشد مرة أخرى هذه الروح فيما نسعى نحو تحقيق وعد البداية الجديدة.

أشكركم. وعيد شوما مبارك (عيد مبارك).

إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"

العدد 2390 - الأحد 22 مارس 2009م الموافق 25 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً