يبدو أنني سأتخذ قرارا من اليوم لن أتراجع عنه أبدا، قراري يتمثل في ملاحقة ومطاردة المفسدين الإداريين سواء في تلك الوزارة وتلك الإدارة التي تحدثت عنها مرارا، أو في أية وزارة من الوزارات الأخرى التي يُعرف عنها بالفساد الإداري والإقصائي، سألاحقهم بمقالاتي فلا أملك سواها، سأستخدم سلاح القلم والكلمة المكتوبة لمحاربتهم ولمحاربة المفسدين الذين يعيثون فسادا في الأرض مستغلين صلاحياتهم ومواقعهم الرسمية في الإضرار بمن حولهم من موظفين مخلصين أمناء ومن كفاءات يشهد لها القاصي والداني، علّ وعسى يخفّ الفساد وتنتهي حلقاته المقيتة.
سأظل أقوم بواجبي وسأحمل قلمي أكتب به عن الوزارة والإدارة التي تحاول جاهدة في إقصاء الكفاءات وتهميش أدوارهم، إلى أن يحصل هناك إصلاح وتعديل للأوضاع القائمة، وإلا فإنني لن أتوقف عن ذلك ولن يجف قلمي مهما بلغ استياء وانزعاج تلك القيادات والمسئولين، وهذا ما هو حاصل بالفعل حاليا، فقد بلغني استياؤهم وهم متابعون جيدا لكل ما يكتب عنهم ويدركون تماما أن كل ما يكتب عنهم يعد تهديدا يهدد مصالحهم ويهز مواقعهم ولن يشعروا بالأمان إلا إذا تغير سوء الحال إلى ما هو أفضل مما ينبغي عليه لا العكس، سأظل أكتب عنهم مهما وصل الانزعاج ذروته فذلك لن يهمني البتة بقدر ما ستهمني بالدرجة الأولى محاربة الفساد ما أمكنني ذلك، فهو هدفي الذي أطمح إليه.
بغرض الإصلاح وتحسين الأمور السيئة والتي تزداد سوءا يوما بعد يوم، وليس بغرض التشهير بأي أحد لا سمح الله.
المقصودن بالطبع يتابعون كل ما يكتب عنهم، وبدورهم لديهم ملاحظات وتعليقات لم اسمعها منهم بصورة مباشرة، ولا أظنهم بأنهم سيفعلون ذلك لكونهم خائفين ولا يملكون القدرة على المواجهة ولا يستطيعون تبرير أفعالهم وتصرفاتهم المشينة فهي لا تبرر لأنها غير موضوعية وغير منطقية وتنم عن دوافعهم النفسية الدفينة، فضلا عن إقرارهم الشخصي بكل ما يكتب عنهم من حقائق فكل ما يكتب عنهم يعكسهم ويصورهم وهناك أجزاء مفقودة نتيجة التعتيم الشديد والسرية التامة التي تميز أداءهم فكل خطوة يخططون لها تكون في غاية السرية، ولكن للأمانة تعليقاتهم تنقل على ألسنة البعض، ويقرون بكل ما ننعتهم به من نعوت وأوصاف وعليهم أن يتعاطوا بإيجابية تامة مع كل ما يقدم لهم من معالجات إدارية تمثل وصفات علاجية ناجحة ومجانية في الوقت نفسه، بدلا من اختيار أسلوب الضجيج والعويل والنقد والانتقاد في المقالات التي تكتب عنهم وكل ما يقال عنهم لأن ذلك لن يتوقف وسيظل كذلك طالما بقوا على ما هم عليه.
مسلسل الإقصاء والتهميش يفترض له أن تنتهي حلقاته، وقبلها لا بد من إرسال رسائل إيجابية مطمئنة للموظفين المهمشين ليشعروا حينها بالأمان والاطمئنان، لا العكس، فبحسب المعلومات المتوافرة حاليا، فإن هناك بعض الكفاءات تستحق منا اليوم أن نكرمهم لأننا غفلنا عن تكريمهم بالأمس فهي أمثلة للإخلاص والتفاني في العمل ولكفاءتهم العلمية والعملية ولإحساسهم بالمسئولية وأيضا لقدرتهم على الانسجام والتعايش مع كل العيوب والأمراض الإدارية المستفحلة التي تطغى على الإدارة طوال فترة عملهم فيها، وتكيفهم أيضا مع شعار «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم» المقيت الذي قضى عليهم ومسخ شخصياتهم وجعلهم ألعوبة في أيدي من حولهم.
كان حريا بهم أن يكرموهم لا أن يعاقبوهم بعقاب شديد لم يعاقب به أحد في السابق ولن يعاقب به أحد في مستقبل الأيام، والأدهى والأمَرّ أن يأتي العقاب بصيغة الترقية والمكافأة، قمة الاستهتار والاستغفال!
من هنا أقول: كفانا استخفافا يا جماعة الخير بعقول مَن حولنا، وعلينا أن نحترم مشاعر مَن حولنا، عيب علينا أن نتعاطى مع سياسة «نأخذ الناس لحم ونرميهم عظم» بعد أن نستنزف كل طاقاتهم وقواهم وبعد أن ننتهي من مصالحنا وبعد أن نكتفي منهم، اليوم وبعد أن ازدادت وتيرة الظلم والإقصاء والتهميش وصار لديهم صوت يتكلمون من خلاله بألمهم وأوجاعهم وبعد أن أصبح الأنين مسموعا بسبب الأوجاع والأسقام التي تعاني منها الإدارة وبعد أن تحول الوضع السيئ إلى ما هو أسوأ منه يخاف منهم ويكونون مصدر خطر.
في السابق كانوا يعانون الضيم واليوم أصبحت رقعة الضيم أكبر وأشد، بعد استبدال السيئ بالأسوأ، أول مكافأة تمت للموظفين المخلصين وللكفاءات التي على ظهرهم تقوم الإدارة، تم إقصاؤهم بصورة فاضحة، ففي السابق كان الإقصاء والتهميش مقنّنين وممنهجين، اليوم الإقصاء والتهميش واضحان بل وعبر قرار إداري مخيف ولكن يداران بطريقة غير إدارية فيها نفس الإقصاء والتهميش المستخف بالعقول.
عمره الكذب يا جماعة الخير لم يكن في يوم من الأيام أسلوبا إداريا لا ناجح ولا فاشل، وعمر المداراة أيضا لم تكن أحد الأساليب الإدارية، ولا حتى الاستخفاف بالعقول أيضا سبيل للخلاص، ولكن الصدق والمصداقية والتقدير وقول الحق أمور مطلوبة.
بلغني أن هناك ست كفاءات على الأقل تم إقصاؤها وتهميشها بل تمت إزاحتها من مواقعها الأصلية لأسباب غامضة وغير معروفة، ولكن الكتاب يبين من عنوانه أنه الإقصاء والتهميش، ولكن الإقصائيين ينظرون للإزاحة بأنها ترقية ومكافأة للمخلصين وللكفاءات استخفافا بالعقول.
ولنا وقفات أخرى تابعونا...
إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"العدد 2374 - الجمعة 06 مارس 2009م الموافق 09 ربيع الاول 1430هـ