أجد نفسي من أشد المحبطين للوضعية التي وصلت إليها كرة اليد في النجمة، لست نجماوي الهوى، ولكني أقول ذلك لأني أحب كرة اليد البحرينية وأعشقها ولا يرضيني أن ناديا عريقا كالنجمة يصل إلى هذا المستوى الهزيل بعد سنوات من الانتصارات والإنجازات الداخلية والخارجية، وبعد سنوات من إنجاب النجوم التي تقدر بالذهب في هذه اللعبة الجميلة. ولا أعتقد أن المحبين للعبة يتمنون أن يكون أشبه بالحمل الوديع بل يتمنون أن يبقى قويا كما اعتادوا عليه، ويتمنون كذلك أن ترتقي بقية الأندية إلى مستواه وتاريخه لا أن يهبط إلى الدرجات السفلى.
يختلف البعض في تقدير وضعية النجمة في الوقت الحالي، البعض يقول انها بداية انهيار اللعبة بالنادي، البعض يذهب في تفكيره في أن الوضع الحالي إنذار لبداية إعادة هيكلة اللعبة بالنادي بعد سنوات من التخبط الإداري وقلة الاهتمام بالقاعدة التي صارت هشة خلال الثمانية أعوام الماضية. بالنسبة إلي ومن خلال قربي من اللعبة، أؤكد أن النجمة لو فكر في وضع خطة أو استراتيجية واقعية من أجل المستقبل يتم فيها إعادة النظر في الأسلوب الذي تدار فيه اللعبة بالنادي سيكون ما حدث في دوري هذا الموسم مجرد كبوة حصان أصيل، وإلا فإن مصير اللعبة سيكون كمصير اللعبة في نادي المحرق ومع فارق التاريخ والإنجازات.
في هذا الوقت، يجب أن يكون رئيس النادي الشيخ هشام بن عبدالرحمن أول الواقفين والداعمين لخطة الإنقاذ، أي يجب أن يكون قريبا من الفريق أكثر من أي وقت مضى إلى جانب العضوين العاملين الفاعلين المعروفين للجميع، ويجب أن يكون أساس عملية الإنقاذ هذه فرض مبدأين، المبدأ الأول إلغاء الفئوية وإن كانت غير ظاهرة بصورة رسمية، والمبدأ الثاني الذي تحدث عنه محمد طالب لـ «الوسط الرياضي» وهو مبدأ الثواب والعقاب، بحيث لا تستعجل النتائج الإيجابية، مع الحرص على أن يكون الإحلال جزئيا ومدروسا. في النهاية، يجب على كل النجماويين الغيورين على النادي الالتفاف حول الفريق في هذا الوقت حتى محمد طالب نفسه الذي ذكر لـ «الوسط الرياضي» في حديثه أنه رفض العمل في ظل أجواء الفوضى، يفترض به وبمن خدموا اللعبة الدخول من أجل التغيير.
الدورة السباعية
الرياضة في البحرين تتطور بشكل نسبي وبطيء للغاية، ومنذ عقد التسعينات حتى يومنا هذا تطورت الرياضة نسبيا كما ذكرت. في ذلك الزمان كانت تصدر بعض القرارات الفوقية من أجل مصلحة ناد على آخر حتى لا يسقط هذا النادي في الظل، وحدث ذلك في لعبتي اليد والقدم والكل يتذكر ذلك جيدا، اليوم سقط النجمة العريق إلى الدرجة الثانية بنفسه ونتيجة لتخبطات إدارية بحتة يعرفها الجميع. على من رمى الفريق في هذه الورطة تحمل المسئولية الكاملة لا أن تتحملها بقية الأندية. الدعوة لدورة سباعية لإشراك النجمة وجهة نظر تحترم، ولكن من غير المعقول العودة إلى زمن الاستثناءات، ومن غير المرضي أن يأخذ من يعمل جزاء من عمل واجتهد.
القانون يطال كوزمين
مدرب الهلال السعودي الروماني كوزمين أوراليو الذي كان أبرز المرشحين لخلافة ناصر الجوهر في تدريب المنتخب السعودي صار بين ليلة وضحاها مدربا مطرودا من الهلال وغير مسموح له بالعودة إلى السعودية لقيادة أي ناد سعودي. قرار الطرد جاء عقب ساعات قليلة من تتويج فريقه بكأس ولي العهد. والسبب الرئيسي في هذا الطرد الصادر من الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يرأسه الأمير الملكي سلطان بن فهد، أن كوزمين خلع فانيلة طبعت عليها صورة ولي العهد السعودي (شافاه الله)، إذ اعتبر الاتحاد السعودي أن ولي العهد رمز من رموز المملكة والعائلة الحاكمة وما حدث إساءة واضحة.
انظروا إلى قيمة الروماني كوزمين في السعودية وهو يقود أفضل أنديته إلى الألقاب والتألق، علما أن غالبية كبار الدولة هناك ذوو ميول هلالية والكل يدرك ذلك، ولكن القانون قانون عليه وعلى غيره، ولن يرضى أحد بأن يساء إلى المملكة بهذا التصرف. وتعالوا نقارن بينه وبين بعض من حصلوا على الجنسية البحرينية في مجال الرياضة كيف أساؤوا إلى البلد باللعب بشعاره في إسرائيل وبالحديث عن ندامة أحدهم على تمثيل البحرين... إلخ، ماذا حدث؟! وماذا كانت ردة الفعل؟! صمت مطبق وتكذيب للحقائق
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ