العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ

عاطلون... ولكن باسم عاملين (2)

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تناولنا قبل يومين قضية شبابنا العالقين بين شهاداتهم المعلّقة على حائط منازلهم، وبين العمل الذي حصلوا عليه والمختلف عن مؤهلاتهم، مقابل لقمة العيش في هذا الزمن «الردي»، وتطرقنا إلى تجاهل المسئولين في وزارة العمل حول وضعهم في قوائم العاملين بغير شهاداتهم، ليحاولوا إيجاد مخرج لأولئك الشباب الطموح من أهل بلادنا.

وما أن كتبنا المقال حتى وجدنا ضربا من التعليقات، كشف لنا مدى معاناة هذه الفئة التائهة وسط شح الوظائف الحكومية والخاصة، المناسبة لمستواهم العلمي، فمنهم من اتجه إلى مهنة سوّاق، وآخر اتجه إلى العمل في إحدى المطاعم، وآخر آثر العمل منظفا للسيارات... الخ!

وما هذه الموارد البشرية في بلادنا إلا ضائعة ولا يستفاد منها مقدار أنملة، والسبب عدم وجود قوائم لمن يعمل، وإنما الأولوية للعاطلين عن العمل، ولكأن الوزارة تقول لهم، ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ أنتم على الأقل تعملون!

ويتبادر لدينا سؤال مهم، وهو ما قيمة الشهادة التي اجتهدنا للحصول عليها؟ وما نفع سهر الليالي وشرب القهوة حتى يهرب النوم من جفوننا، لا لشيء وإنما للعمل في مظلّة وظيفة مرموقة يرتاح منها أهلنا، وتُريح بالنا؟!

وإليكم تعليقات بعض الأخوة العاطلين باسم عاملين في مملكتنا البحرين، وننقل إليكم بعض معاناتهم:

- حسن: هذي هي مشكلتنا في الأساس، احنا ما نعاني من بطالة، احنا نعاني من بطالة مقنعة... الحمد لله على كل حال.

- عبدالعزيز «بوجاسم»: سكين في قلوبنا، نعمل باسم القانون ولكننا عاطلين في نظر الناس، فما الداعي لنتعب نفسنا وندرس إذا كنا سنعمل في أعمال لا تحتاج إلى دراسة جامعية...

- عبدالعزيز السعيد: إن أساس مشكلاتنا هي عدم الاهتمام بنا من قبل الدولة متمثلة في الوزارات المعنية، حيث تقوم هذه الوزارات بتهميش هذه الفئة المكافحة ودفن جهودهم التي بذلوها، وبعد ذلك يخرج علينا أحد المسئولين ليشيد بدور الوزارات في خفض البطالة، وأي بطالة هذه التي قمتم بتخفيضها...؟

- عاطلة من زمان: نحن مجموعة من العاطلين الجامعيين المهمشين، نحن ضمن القائمة ولم يتم توظيفنا، فالوظائف المحترمة التي وعدنا بها طارت للواسطات، ولم تبق إلا الوظائف التي يمكن أن يشغلها أصحاب الإعدادية، وهي أما في فندق أو بدالة في شركة صغيرة على وشك الإفلاس، صار لينا 7 سنوات من مشروع إلى آخر، ويبدو أن مشكلتنا ليس لها حل...

وبعد هذه التعليقات نتساءل هل من مجيب؟ أم أن الوزارات تتّبع سياسة عمّك أصمخ كالعادة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً