العدد 2368 - السبت 28 فبراير 2009م الموافق 03 ربيع الاول 1430هـ

تقليد رسمي أم إنعاش للدمج؟!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

شهد الأسبوعان الماضيان الافتتاح الرسمي لأول ناديين نموذجيين هما الرفاع والشباب، وذلك بعد إطلاق مشروع دمج الأندية الرياضية البحرينية 2002، لكن السؤال الأهم الذي راودنا ونحن نعايش هذا الحدث هو هل بالإمكان أن ينعش افتتاح الناديين الروح في مشروع الدمج الذي مر بفترات أشبه بـ «الموت والإحباط»؟

لا شك في أن تقليص عدد الأندية البحرينية تحت لواء الدمج من العناصر الأساسية في عملية بناء الرياضة البحرينية وتطورها وتغيير واقعها الصعب الحالي، وكان الدمج من المطالبات القديمة الجديدة على غرار عناصر أخرى مفقودة مثل المنشآت وزيادة الدعم الرياضي، ولكن المشكلة أننا حتى عندما أقدمنا على مواجهة أزمة تقليص الأندية من خلال الدمج العام 2002 افتقدنا إلى توفير العوامل والآليات المناسبة التي تكفل إنجاح هذا المشروع، إذ اكتفى القائمون على المشروع بعامل التصويت (الموافق على الدمج يرفع ايده)، وظللنا ندور أمام جدلية ماذا يأتي أولا الدمج أم منشأة الدمج على غرار جدل «البيضة أم الدجاجة»!

ورأينا انعكاس ذلك على واقع المشروع فكثرت المشكلات في عدد من الأندية المندمجة، ما أدى إلى تفكك وانفصال بعضها مثلما حدث في نادي الساحل والتضامن الذي لم يبق منه سوى اسمه وأصيب بالإحباط من حلم بالمنشأة، على رغم أن سمو ولي العهد قام بوضع أول حجر أساس للأندية النموذجية في التضامن.

لو لاحظنا تجارب تقليص أو تغيير خريطة الأندية في الدول المجاورة مثل عمان وقطر لربما تخطينا خطر الوقوع في المحظور، فالذي عرفته أن السلطنة قامت ببناء المنشآت وفق استراتيجية مناطقية معينة ثم طبقت الدمج واقعيا على عكس ما حدث لدينا.

وخلال حضوري افتتاح ناديي الرفاع والشباب لمست حضور القيادات الرياضية وعلى رأسها سمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، لذلك فإننا نتطلع لأن يكون ذلك مؤشرا جادا نحو تفعيل مشروع الدمج برؤى واستراتيجيات مختلفة في المرحلة المقبلة، وخصوصا أن نائب رئيس المجلس الأعلى والهرم الرياضي الشيخ عيسى بن راشد أقر بأن صورة مشروع الدمج لم تكتمل، وان لدى المجلس تصورات قادمة.

وكل ما أخشاه ان يتحول افتتاح ناديي الشباب والرفاع إلى مجرد «تقليد رسمي» من المسئولين في ضرورة افتتاح منشأتين نموذجيتين كانتا جاهزتين منذ فترة، وان المطلوب هو إعادة النظر في استراتيجيات وخطط الدمج والجدية في توفير عناصر نجاحه، ونتبع أسلوب «ترغيب» الأندية في الدخول تحت لواء الدمج وليس «الترهيب» لكل من يتحفظ على الدمج لعوامل مرتبطة بأساسيات نجاح الدمج... فهل يحدث ذلك؟

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2368 - السبت 28 فبراير 2009م الموافق 03 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً