أكد أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد أنه يجري التعامل مع الموقوفين في أحداث بقيع الغرقد «وفق ما يقتضيه النظام» في المملكة.
وقال في تصريح نشرته صحيفة «عكاظ» أمس (الثلثاء) إن «من يأتي إلى المسجد النبوي الشريف لتأدية كل ما يتوافق مع السنة فهو مخدوم في كل شيء، ومن يفعل ما يتعارض مع ذلك ويدخل في متاهات، ولا يلتزم بالنظام فلن يسمح له، وسيطبق بحقه النظام»، مؤكدا «على أن الدين الإسلامي واضح وجلي».
وكانت شرطة المدينة المنورة أحالت خمسة شبان إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام، بعد إيقافهم مساء الجمعة بسبب رفع أصواتهم والصراخ أمام بوابة البقيع، ما أدى إلى تجمع عدد كبير من الناس في ذات الموقع وإحداث فوضى.
وكشف المتحدث الرسمي بشرطة المدينة المنورة العقيد محسن الردادي أنه تمت إحالة أوراق القضية إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام لقيام المتهمين الخمسة بإحداث فوضى أثناء تجمع مجموعة من الزوار عند بوابة البقيع رغبة في الزيارة، وتم إطلاعهم بأن وقت الزيارة قد انتهى، إلا أنهم رفضوا التجاوب مع التعليمات وأصروا على الدخول.
وقام عدد منهم بإحداث فوضى ورفع الأصوات أمام بوابة البقيع، ما دعا رجال الأمن الموجودين إلى القبض على خمسة أشخاص، أما المجموعات الأخرى فانصرفت من الموقع في حينه.
بالمقابل، كشف تسجيل مصور التقطته إحدى الزائرات عن قيام أحد عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة المنورة بتصوير النساء من مكان مرتفع عند سور البقيع.
كما يكشف التصوير المنشور عبر شبكة الـ«يوتوب»على مدى دقيقتين عنصر الهيئة وبيده كاميرا فيديو صوبها باتجاه النساء اللاتي قابلنه بالاعتراض وصحيات الاستهجان دون أي اكتراث منه.
ومن جهة أخرى، طالب عالم الدين الشيخ حسن الصفار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوضع حد لممارسات التشدد والإهانة التي يواجهها الزائرون لمقبرة البقيع من قبل جهات تابعة لمؤسسة دينية رسمية والتي كان آخرها التعرض لحشد من النساء الزائرات من القطيف والأحساء بـ»الإهانة والهتك» وهن في رحاب تلك البقعة المقدسة.
وطالب الصفار بإطلاق سراح الموقوفين في أعقاب تلك الأحداث، ومحاسبة الجهات التي تسببت في ما حدث وأبدى قلقه من تلفيق التهم لأولئك الموقوفين وتبرئة المعتدين.
وأشار الصفار إلى أن التعامل السائد مع ضيوف رسول الله (ص) وزائري البقيع ومقابر شهداء أُحد يتنافى مع أخلاق الإسلام وحقوق الإنسان والتوجهات التي يتبناها خادم الحرمين الشريفين في الحوار الوطني والإسلامي وحوار الأديان.
وتساءل الصفار عن المستفيد من هذه التصرفات السيئة وعن تغاضي الحكومة عنها.
من جانب آخر، ألقت السلطات السعودية الليلة قبل الماضية القبض على تسعة أشخاص عقب مشاجرة وقعت في ساحة المسجد النبوي.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي إن «ما حصل عبارة عن مشاجرة بين مجموعة من المصلين والزوار في ساحة المسجد النبوي». وأضاف «تم توقيف تسعة أشخاص من المتورطين في افتعال هذه المشاجرة للتحقق من دوافعهم، وأسباب تطور المشاجرة».
ورفض تأكيد المعلومات التي تداولتها مواقع على الإنترنت في المملكة ومفادها أن الشجار بين سنة وشيعة، كما نفى أن تكون أسفرت المواجهة عن ضحايا.
إلى ذلك، أشار التركي إلى «إننا أمام موضوع مختلف عما حصل أمام مقبرة البقيع (...) فهؤلاء مجموعة من الزوار ومن الصعب أن نقول أن هؤلاء شيعة أو سنة الآن قبل انتهاء التحقيق»، مشيرا إلى أن السلطات ستصدر بيانا يوضح «ملابسات الحادث وجنسيات المشاركين في المشاجرة ودوافعهم لدى انتهاء التحقيقات مع الموقوفين»
العدد 2364 - الثلثاء 24 فبراير 2009م الموافق 28 صفر 1430هـ