العدد 2361 - السبت 21 فبراير 2009م الموافق 25 صفر 1430هـ

هؤلاء البشر... «ملائكة» البحرين

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

تعجب أشد العجب، حينما تستمع إلى قصة من أغرب القصص عن مواطن أو مواطنة أو أسرة بحرينية تعيش وكأنها في مكان ناءٍ معزول عن حياتنا اليومية!على رغم أن بلادنا صغيرة ويعرف الناس بعضهم بعضا، لكنك حين تستمع إلى قصة من تلك القصص، يخيل إليك وكأنما هناك بشر لهم عالمهم الخاص، ومقدرتهم النادرة على تحدي الظروف.

لكن على أية حال، فإن تلك القصص، وعلى رغم ندرتها، إلا أن فيها عِبَر كثيرة، ودروس عظيمة المعاني، من المفيد أن يعرفها الناس، وخصوصا من يمرون في ظروف مشابهة، فلدينا هنا قصة سيدة بحرينية توفي زوجها لتواجهها بعد وفاته ظروفا معيشية صعبة، لكنه الإيمان بالله سبحانه وتعالى والتسلح بالإرادة القوية لتخطي الأوقات العصيبة... فحمل مسئولية الأسرة المكونة من ستة أبناء لم تكن سهلة إطلاقا، فيما كان الموقف الأصعب والأقسي هو اكتشاف إصابة الأم بنوع من أشد أنواع سرطان الثدي، ليبدأ فصل جديد من المعاناة، لكن الأسرة التي آلمها ما حل بالأم الحبيبة، تعلقت برحمة الله سبحانه وتعالى، وكان القرار الأصعب هو إجراء العملية للوالدة لاستئصال الثدي في ظل ظروف مادية صعبة بعد وفاة الوالد وتسديد ما عليه من ديون... اجتمع الأبناء والبنات حول الأم يشدون من أزرها وتشد من أزرهم حتى جاء موعد إجراء العملية التي تمت بنجاح ولله الحمد، وعلى رغم الظروف الصعبة التي عاشتها الأسرة بسبب صعوبة حال الأم الصحية، والمعاناة والألم طيلة علاج الأم بالعلاج الكيماوي لأشهر طويلة، إلا أن رحمة الله شملت الأسرة وحلت المعجزة الإلهية بشفاء الأم من المرض، وكانت الصورة الأجمل هي التفاف الأهل والجيران والمعارف حول الأسرة.

الأمر الملفت، أن تلك المواطنة تسلحت بطاقة من الصبر والتحمل كانت لها العون في تجاوز الكثير من المحن، وعلى رغم أنها مرت ببعض المراحل التي كادت تحطم معنوياتها ومنها تعرضها في شبابها لمرض جلدي نادر غيّر بشرتها، ولم تنفع معه العلاجات المكلفة، إلا أنها رضيت بنصيبها، وكانت قلقة من أن يؤثر المرض على علاقتها بزوجها طيلة وجوده على قيد الحياة، وهو الذي وقف معها وشد أزرها، كما أنها تأثرت بطبيعة الحال لنظرة المجتمع لها نتيجة إصابتها بالمرض، لكن ذلك لم يؤثر على اندماجها بشكل طبيعي في ممارسة حياتها الطبيعية، وكانت تواصل الدور الاجتماعي في المشاركة مع أهل القرية في الأفراح والأتراح على رغم عدم تقبل البعض لها.

هذه المواطنة، تمكنت من تربية أبنائها خير تربية على رغم ما واجهته في حياتها، وعلى رغم ظروفها المعيشية الصعبة، إلا أنها لم تهتز يوما حتى لا تتأثر أسرتها، وهدفها أن تواصل كفاحها من أجل أبنائها.

هذا الصنف من البشر، هم «ملائكة» البحرين الطيبة... يكافحون من أجل أن يقدموا للمجتمع أفرادا يعرفون معنى العطاء، مهما قست عليهم الظروف

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2361 - السبت 21 فبراير 2009م الموافق 25 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً