العدد 2357 - الثلثاء 17 فبراير 2009م الموافق 21 صفر 1430هـ

لم يوحدنا إلا المنتخب!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

تستحضرني ذكريات مشوار منتخب البحرين الأول لكرة القدم حين كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة لو لا التعثر على أرضه وبين جمهوره أمام منتخب ترينداد وتوباغو بهدف يتيم...

كانت أحاسيس الناس وأحاديثهم في المجالس وحتى أعمدة كتاب الصحف في الصفحات الرياضية بل والسياسية تتحدث عن حلم التأهل إلى النهائيات، وكأن المنتخب رش على وجوه جميع الناس، المعتدلين والمجاهرين بالفتنة والطائفية، محلولا سحريا وحدهم وجعل منهم إخوة في كل شيء لأنهم لا يرون في تلك الفترة إلا لاعبي المنتخب!

كم نتمنى أن تعاد الكرة لكي نتوحد من جديد، ولو بيدنا لراسلنا الاتحاد الدولي (الفيفا) ولطلبنا منه إدراج منتخبنا وتسهيل الطريق للوصول إلى النهائيات وبعد أن يتوحد الشعب من جديد عليها أن تقضي ما هي قاضية، وحينها سنطلب من بعض لاعبي المنتخب أن يديروا ورش عمل لإصلاح بعض النفسيات الفاسدة التي لا تضيف لهذا البلد إلا سيئا وأسوأ.

نتمنى أن نتوحد في الرؤى والتطلعات كما توحد الصيادون على الأقل ووضعوا كفهم بكف بعضهم بعضا، ومع أن امتناع الصيادين عن مهنتهم سيجعل من الحصول على الأسماك أمرا صعبا، وعلى من يستهويه أكل السمك أن يتحمل تبعات ارتفاع الأسعار أو عليه أن يعتمد على صالونة «التونة» ولا أظن أنها ستكفل الكثير ولو بشكل مؤقت لحين حصول الصيادين على مطالبهم والتي نأمل ألا تطول.

وبالرجوع إلى الموضوع، لا أعتقد أنه يوجد شخص يحمل في أعماقه معاني الجنسية البحرينية على تراب هذا الوطن لا يطمح أن يرى جميع أبنائه متوحدين، وإن كان هناك شخص يغرد خارج السرب ويحاول أن يجير العقول وينعق من على بعض المنابر فعليه أن يحزم حقائبه لا أهلا ولا سهلا به، فمكانه أن يبحث عن بلد آخر يقبل تخريفاته واتهاماته للمواطنين! وإذا كان ما يفعله على المنابر غريب إلى درجة تبعث على التقزز، فإن السكوت الرسمي والمجاملات أكثر غرابة.

ومع وجود النشاز في المجتمع، فإن الحقيقة هي التي ستظهر وتبقى في النهاية مهما طالبت التخريفات، وكما يقول الإمام علي (ع): «من صارع الحق صرعه...» فلا يمكن أن نستعبد عقول الناس ونحشوها بأفكار لا تمت لا إلى الدين ولا إلى المنطق بصلة، فالناس أحرار وعلينا أن نحترم هذا الحق، وهنا تستحضرني مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا» ولو أن الموقف الذي جرت فيه هذه المقولة تختلف عن هذا الموقف ولكنها تبقى عبارة نستمد منها المعاني في احترام حرية الأفراد على كل مستويات الحياة.

كم نحن بحاجة إلى عقلية الإسلام الصحيحة، تلك العقلية التي يستشعر المسلم بألم حين يصاب جاره الكتابي بجارحة أو ألم، ولو أن أحدنا أصيب بجارحة اليوم لأشاح جاره المسلم عنه بوجهه

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 2357 - الثلثاء 17 فبراير 2009م الموافق 21 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً