بعيدا عن منظور وزاوية «التجنيس» نطرح هذه الإشكالية الفنية الموجودة داخل منتخبنا الوطني لكرة القدم من منطلق حرصنا والمصلحة العامة للمنتخب الذي يخوض حاليا مرحلة مهمة في مشوار الحلم المونديالي 2010 وتجديد الحضور في كأس أمم آسيا 2011.

والإشكالية نطرحها من زاوية فنية لا علاقة لها بأي عوامل واعتبارات أخرى، وهي تتعلق بالمستوى الفني الذي يقدمه اللاعبان جون وفتاي مع المنتخب وتحديدا في الفترة الأخيرة، اذ أصبحا (حاضرين غائبين) حتى في تقديم المستويات العادية، فما بالك بتقديم الإضافة الفنية والتميز الذي كان يفترض أن يقدمانه، وهو السبب المفترض الذي تم من خلاله ضمهما إلى المنتخب منذ 3 سنوات بعد تجنيسهما!

واكرر مجددا (من رؤية فنية)... انظروا إلى مستوى جون مع المنتخب منذ مباراة استراليا في تصفيات المونديال في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 ومرورا بالمباراة التي شارك فيها في كأس الخليج أمام الكويت وبعدها أمام اليابان وأوزبكستان، وكذلك الحال ينطبق على فتاي الذي شارك بصورة أكبر من جون في عدد المباريات من دون أن نجد ذلك العطاء المتميز!

بعد كأس الخليج أقام المسئولون باتحاد الكرة والجهاز الفني الدنيا ولم يقعدوها على لاعبي المنتخب وحملوهم المسئولية وأعلنوا (حرب التجديد والتغيير) التي شملت 7 لاعبين، ونحن نتحفظ على بعض المبعدين، من دون أن نجد تلك (الحرب) ومقصلة التقييم والتغيير شملت جون وفتاي اللذين نلاحظ تدهورا واضحا في مستواهما منذ فترة، فمرت الحرب (بردا وسلاما) عليهما كالعادة لدينا!

هل يمتلك جون المصباح السحري والقدرات الفنية الخارقة التي تجعل ماتشالا ينتظر وصوله من بلجيكا قبل ليلة أو ليلتين من كل مباراة للمنتخب ليخوض المباراة من دون أن يتدرب حتى تدريبا، وفي أحسن الأحوال تدريبا أو تدريبين مع المنتخب، في حين نرى من يخوض التدريبات والمباريات التجريبية حبيس دكة الاحتياط، ولا نريد أن نعيد قصة (مهزلة) إشراك جون في لقاء الكويت في خليجي 19 أو إشراكه في لقاء اليابان وآخرها ما حدث أمام أوزبكستان، إذ لم يره اللاعبون إلا في المطار وتدرب معهم مرتين، علما أن جون أخرجه مدربه بعد ربع ساعة من مشاركته في الشوط الثاني في المباراة الأخيرة لفريقه في الدوري البلجيكي، وذلك ما يؤيد تراجع مستواه الفني!

ومن وحي متابعتي المنتخب، تحدثت مع أحد المسئولين عن تراجع مستوى جون بعد العودة من أوزبكستان فبرر ذلك بالاحتراف والتحاقه المتأخر بالمنتخب. وشخصيا، لم اقتنع بذلك، فإذا كانت ظروف اللاعب مستمرة بهذه الطريقة وتؤثر على عطائه فمن الأجدى عدم استدعائه، كما أن هناك لاعبين محترفين يقدمون مستويات ثابتة ومتميزة مثل سيدمحمد عدنان وحسين بابا وسلمان عيسى ومحمد حبيل والجميع يشهد بذلك.

أنا أقول إننا أمام استراحة محارب لمدة شهر واحد قبل لقاء اليابان، وعلينا إعادة الحسابات وتقييم الأمور والأخطاء بصورة عادلة، فيجب أن نكون عادلين في تقييمنا لأنني أدرك أن مجاملة وتفضيل جون وغيره سيكون له انعكاسات سلبية على بقية اللاعبين سواء المبعدين أو الموجودين حاليا في المنتخب، إذ يرون ان المدرب متمسك به على رغم تواضع مستواه... وحينها سيتحول سبب إشراك هؤلاء في المنتحب إلى سبب غير فني مثلما يُدعى