العدد 2338 - الخميس 29 يناير 2009م الموافق 02 صفر 1430هـ

خط أحمر

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بثت إحدى القنوات العربية برنامجا ساخنا يوم الأربعاء، وتناولت فيه قضية الجنس الثالث بتعدد أنواعه، وقد حضر البرنامج مجموعة من الأشخاص ممن لديهم هذا النوع من السلوك.

وقد قامت إحدى الفتيات السعوديات التي يطلق عليهن في مجتمعاتنا «بالبنوتات»، بسرد قصّتها أمام الجمهور، وتطرّقت إلى أحداث خاصة في حياتها عن بداية علاقتها مع نفس جنسها، إذ ذكرت أنّها تعلّقت بفتاة من أهلها، وهذه الفتاة شاذة وكانت تتحرش بها في مواضع حساسة من جسدها، ما أدى في نهاية الأمر إلى عدم تحمّل فتاتنا هذه أكثر من ذلك، فجرفها الهيام إلى ممارسة الجنس لمدة ثلاث سنوات مع هذه الفتاة، ومن بعد ذلك توقّفت وتزوجت من شاب سعودي يعلم بأمرها.

أما الشابة الأخرى فهي كانت من الجنسية اللبنانية، وصرّحت أمام الجمهور بأنها مسترجلة وأنها لا تشعر بالخجل من ذلك، وهذا هو ما تشعر به من الداخل، فلماذا يتظاهر العالم العربي بالمدينة الإفلاطونية الفاضلة؟!

شاب آخر من مصر استطرد قائلا: إن والديه أهملاه عندما كان صغيرا، وإنه يمارس الجنس مع نفس أفراد جنسه، لأنّه تعوّد على ذلك منذ الصغر، وكان السبب من وراء اللواط في البداية هو جمع المال، وأول شخص كبير مارس معه الجنس أعطاه خمس جنيهات، ومشى بعدها في هذا الطريق.

أما الأخ الرابع فإنه تكلّم عن حقوق اللواط والسحاقيات في الوطن العربي، فهو يقول: إن حقوقهم مهضومة ومازالت نظرة الناس لهم دونية، ولابد للمجتمعات العربية من تعدّي هذه المرحلة، حتى يتعايشوا مع المثليين!

من جهة أخرى كان مقدّم البرنامج في حالة من الإرباك والحياء، إضافة إلى الجمهور الذي لم يتوقف عن انتقادات وتجريح المثليين عن طريق الهاتف، إذ أتت كالعصف على الأشخاص الأربعة، ولم نجد أحد منهم يقول إننا قوم نتطهّر كل يوم، أو آخر يقول من منا بلا عيوب ولكن الغد سيكون أفضل، ولم نجد من يأخذ بيدهم ويبادر بمعالجتهم في العيادات النفسية.

إننا هذه الأيام مجرد ظاهرة صوتية كما قال عنا عبدالله القصيمي، ولا نأخذ بالأسباب أو نعالج الظواهر المبعثرة هنا وهناك، وإنما جلّ ما يمتعنا هو توجيه أصابعنا على من نقدر ومن لا نقدر، كما يسرّنا تحريك دمى الانتقاد التي تضر أكثر من نفع المثليين وغيرهم.

إننا مازلنا نتحرّج من فتح مواضيع حسّاسة مثل هذه القضية في المجتمعات العربية، بينما لو فتحناها بالطريقة الصحيحة لوجدنا حلولها ومعالجتها أبسط من هذا كلّه.

ونحن ننتظر من تلفزيون البحرين برنامجا تخصّصيا ووقائيا، يفتح ملفات ساخنة بشكل علمي، وأن تكون الحلقات بمعيّة أشخاص خاضوا هذه التجارب في حياتهم، على أن يحوي البرنامج كذلك منظمات ومؤسسات منوطة بهذا الشأن لمعالجة ما يتم طرحه.

ولكننا اليوم نواجه مشكلة تطويق الحريات الدينية والسياسية والاجتماعية في البحرين، فهل يفلح برنامج كهذا من التطويق والتقييد لأجل مجتمع أفضل من الناحية الاجتماعية على الأقل؟!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2338 - الخميس 29 يناير 2009م الموافق 02 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً