المقابلة الأولى التي أجرتها قناة «العربية» مع الرئيس الأميركي الجديد بارك حسين أوباما وبثتها أمس الأول، جاءت في ثناياها تأكيدات وتطلعات طموحة من جانب باراك إزاء كيفية تعامله مع بلدان العالمين العربي والإسلامي.

تجلى ذلك عندما أشار أوباما إلى أهمية التعامل من أجل مصالح الناس العاديين الذين يعانون من الفقر وانعدام الفرص والتحدث معهم باحترام وليس فقط الترويج لمصالح الولايات المتحدة معلقا بالقول: «إنه في نهاية الأمر، فإن الناس سيحكمون عليّ بناء على أعمالي، لا أقوالي وأقوال حكومتي».

أوباما أضاف «مهمتي هي أن أوضح للشعب الأميركي أن العالم الإسلامي يعج بالناس الاستثنائيين الذين يريدون ببساطة مجرد عيش حياتهم ورؤية أطفالهم يعيشون حياة أفضل، مهمتي بالنسبة إلى العالم الإسلامي هي أن أوضح لهم أن الأميركيين ليسوا أعداء لكم، نحن نرتكب الأخطاء أحيانا، فنحن لسنا كاملين، ولكن إذا نظرت إلى السجل التاريخي، كما تقول، فإن أميركا لم تولد كقوة مستعمرة، وأن ذات الاحترام والشراكة التي كانت أميركا تقيمها مع العالم الإسلامي منذ وقت ليس ببعيد قبل 20 أو 30 سنة، فليس هناك سبب يمنعنا من استعادة هذا ثانية. وأعتقد أن هذه ستكون مهمة لها قدر كبير من الأهمية».

كلام الرئيس الأميركي جميل ومثالي لكنه بعيد عما يحدث في واقعنا العربي المعاش والمكتظ بكثير من الألم والظلم سواء من «إسرائيل» التي قهرت أبناء غزة بأسلحة أميركية محرمة أو الممارسات المنتهكة لحقوق الإنسان والحريات العامة في المنطقة العربية تحت ذرائع كثيرة والتي لو تم ذكرها، فإن ذلك بلا شك سيحتاج إلى صفحات وصفحات لن تكفي كتابتها في هذه السطور.

رسالة أوباما إلى العرب تختلف عن باقي رسائل الرؤساء الذين سبقوه كونها جاءت أكثر تهذيبا وأقل حديّة في وضع -للأسف- لن يستقيم في منطقة مثل الشرق الأوسط التي تسير في اتجاه مصالح أميركا «الحيوية» التي قد تتعارض مع تطلعات الشعوب التي ملّت الوهن وانتقاص الحقوق وكبْت الحريات وقتل النفس وواقع لا يحترم كرامتها ولا إنسانيتها إن هي طالبت بصون الحقوق الأساسية.

السلام الحقيقي هو تحقيق معادلة كرامة وحقوق الإنسان العربي وهذا لا يتم إلا في حال مالت إدارة أوباما نحو مصالح الناس العاديين وهو حلم لا نتوقعه بقدر ما نتأمله