العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ

اعتقال مشيمع

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

منذ أمس الأول والتوقعات كانت تشير الى تصعيد أمني يتجه نحو الحسم فيما يتعلق بالاتهامات التي توجهها السلطات الى الناشط السياسي حسن مشيمع والناشط السياسي عبدالجليل السنقيس ورجل الدين الشيخ محمد حبيب المقداد. فالنشطاء الثلاثة، ومعهم الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة وردت أسماؤهم في مانشرته الجهات الرسمية حول اتهامات وجهت لشباب قيل انهم كانوا يسعون الى تعكير صفو الاحتفالات الوطنية في الشهر الماضي.

ولعل ان جمعية الوفاق ليست وحدها التي اعتبرت ان التطورات الأخيرة «مربكة للساحة السياسية»، فالواقع ان عددا من التطورات المتتالية منذ نحو سنتين أو أكثر كانت تتجه نحو الارباك والتوتير، وقد حاول المخلصون بكل مايستطيعون اعادة الأجواء الى ماتستحقه البحرين من حيوية وإيجابية.

الاعتقالات الأخيرة مربكة لأسباب عديدة، فهي ترتبط بشخصية مثل الناشط حسن مشيمع الذي كان له دور مشهود في محاولات التهدئة الأمنية في 1995 وثم في التشجيع على انجاح التصويت على ميثاق العمل الوطني في 2001. ولكنّ مشيمع وآخرين اصيبوا بإحباط في الأعوام الأخيرة ودفعتهم اجتهاداتهم الى العمل بأسلوب اعتبرته السلطات استفزازا لها، فيما اعتبر مشيمع انه حوصر في زاوية لايستطيع ان يبرر لنفسه البقاء فيها.

لعلنا وصلنا الى ما وصلنا اليه لأن أطرافا داخل الدولة والمجتمع، لها تأثير مباشر على الأوضاع سلبا أو إيجابا، لم تحرك ساكنا عندما كانت القضايا بسيطة وصغيرة، وتركت الأمور تتفاقم، والشكوك تتزايد، مما أوجد بيئة غير مناسبة للتوقعات الرسمية والشعبية.

لن نستفيد كثيرا من إلقاء اللوم الآن وقد وصلت الأمور الى ما وصلت اليه، وليس هذا مجالا للبكاء على اللبن المسكوب أو التمني بأن الأوضاع كان يجب ان تتجه باتجاه آخر... فنحن الآن أمام أمر واقع، ونحن أمام مزاج متعكر لدى أطراف فاعلة عدة، وهناك الكثير من الهواجس التي يسهل إثارتها لتعكير الأجواء، وهناك أكثر من سؤال وسؤال كان يمكن الإجابة عليه بسهولة فيما مضى، ولكن الآن فقد وصلت بنا التطورات الى ما لانوده لبلادنا.

على انني وأمثالي لانملك سوى الدعوة للرجوع الى العمل السياسي غير المتشنج، وان نمد جسور الثقة ونمنع انهيارها لأي سبب من الأسباب... فما يحدث الآن ليس سببه «اعترافات تلفزيونية»، فحتى لو لم يوجد بث تلفزيوني، فإن هناك ماكان سيوصلنا الى ما وصلنا اليه. المشكلة تقع في ان جسور الثقة التي شيدت في العام 2001 لم تتواصل الجهود لتعزيزها، بل رأينا ان الشك اعتبر أساسا للعلاقات بين مختلف الأطراف، وتأزمت العلاقة في أكثر من موقع، ونتج عنها مانتج. اننا بحاجة الى ان نثق بقدرتنا في ان نربح بعضنا البعض بدلا من التفريط بآمالنا المشتركة لخدمة بلادنا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً