العدد 2329 - الثلثاء 20 يناير 2009م الموافق 23 محرم 1430هـ

خطاب تنصيب موجّه إلى الفلسطينيين والإسرائيليين

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

هذه أيام حالكة بالنسبة إلى هؤلاء الذين يؤمنون بالسلام في الأراضي المقدسة. إلا أن التاريخ أظهر لنا أن بإمكان العنف أن يترك مجالا للمنطق، ولوقائع جديدة وفرص لم يكن بالإمكان تصوّرها. يعود الأمر إلينا للبحث عنها واستكشافها ورعايتها.

نعلن للشعب الفلسطيني في هذا اليوم أننا حلفاء له. نحن حلفاؤكم لأننا نعرف أن رغبتكم بالسلام، وبمستقبل مستقر مثمر، وبالحرية وتقرير المصير، حقيقية.

قضيتكم عادلة، والتحدي الذي يواجهكم ضخم. لقد قدمتم تضحيات بطولية، ولكن إذا أردتم أن يرى أبناؤكم السلام وفلسطين المستقلة فستكون هناك تضحيات جديدة يتوجب عليكم تقديمها ستتطلب شجاعة مماثلة من قِبَلكم، بل وربما أكثر من ذلك بكثير.

ومثلما تختارون معارككم، سيتوجب عليكم كذلك أن تختاروا أحلامكم. اختاروا السلام. اعملوا على تجديد التزامكم بالتعايش. اختاروا ذلك، ونحن بدورنا نتعهد إليكم أن نكون أكثر من وسيط عادل. سنقوم مساندين لكم.

لقد تعلّمنا تاريخكم وأصبحنا نعرف مآسيكم ومعاناتكم والألم الذي تحمّلتموه. نحن معجبون بتصميمكم، ونحترم ارتباطكم العميق بالأراضي المقدسة. نعلم أنه لا يمكن كسر شوكتكم ونعلم أنه لا يمكن فرض شيء عليكم وإخضاعكم. نعلم أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين مازالوا يدعمون سلام الدولتين لشعبين، ولكنهم فقدوا إيمانهم به.

لقد أثبت لنا تاريخنا ونضالنا وألمنا أنه لا يمكن لبيت منقسم على نفسه أن يقف. ولكننا تعلمنا في الوقت نفسه أن الشفاء يجدد القوة ويعزز الأمل. يشجع الشفاء على الوحدة، ويتعامل بمرور الوقت مع الغضب.

لا نستسلم للكسل، ونتعهد أولا وقبل كل شيء أن ننصت لكم. نتعهد، جنبا إلى جنب مع شركاء في المجتمع الدولي أن نساعدكم على إعادة البناء. نتعهد كذلك أن نساعدكم على البدء بإعادة بناء جسر إلى السلام. نعرف تمام المعرفة أن الكثير من الجسور نحو السلام تداعت وسقطت في الهاوية. اختاروا، ونتعهد بالوقوف معكم بينما تتخذون الخطوات الأولى لفحص ذلك الجسر.

إلى شعب «إسرائيل»، في هذا المكان وفي هذه الساعة الصعبة، نعلن بحريّة شكرنا وعرفاننا لصداقتكم الطويلة، ونؤكد على التزامنا بأمنكم.

نختار أن نتكلم بحريّة وصراحة كأصدقاء قدامى. إذا أُريد للنزاع أن يُحَلّ، فإن ذلك يتطلب تفكيرا جديدا ووجهات نظر مختلفة، والتزاما متجددا بالحلول الوسطى.

نعلم أنه بالنسبة للغالبية العظمى من الإسرائيليين، يعتبر هدف السلام عظيما. اتخذ الإسرائيليون والفلسطينيون أثناء تسعينيات القرن الماضي خطوات شجاعة نحو بعضهم بعضا، ووجدوا أنفسهم حلفاء في عملية بحث عن نهاية لحرب لا نهاية لها.

إلا أنه منذ ذلك الوقت قامت أقلية من المتطرفين على الجانبين، وهم أعداء السلام الذين تبسط أعمالهم الظلمة على حياة الغالبية، بتحقيق مكاسب ملحوظة. لقد ازدهر هؤلاء الذين تهدف أعمالهم إلى إفشال الحلول الوسطى والإيمان بالسلام.

حتى يتسنى للإسرائيليين أن يبدأوا بعبور جسر جديد نحو السلام، فإن ذلك يتطلب إيمانا وأصدقاء يُعتمد عليهم. نحن نتعهد بما يلي: لن نقف مكتوفي الأيدي. سنقف معكم على ذلك الجسر.

وإلى الإسرائيليين والفلسطينيين معا:

لم يحارب شعب من شعوب الأرض لمدة أطول أو بضراوة أكثر من أجل الحرية والعدالة والأمن. لأجل هذه الحقيقة بالذات، وحتى تلك اللحظة التي يحصل الشعبان فيها على السلام الذي يضم الحرية والعدالة والأمن، لن يصل أي من الشعبين إليها.

الأراضي المقدسة، بحكم طبيعتها، أمانة مقدسة. إنها ملك لكم أنتم، وكذلك للعالم. سلامكم هو سلام العالم.

يعني الإيمان والسلام تثمين الأطفال ورعاية مستقبلهم. سنسأل رأيكم ونحترمه. لا نريد أن نسمع من الزعماء فقط، وإنما من الأهالي والأطفال والأجداد ورجال الدين. اكتبوا لنا وأخبرونا عن مشاعركم ومخاوفكم وأفكاركم بشأن الحل.

سنصغي إليكم. نحن لا نرى أي فخر أو مبادرة دبلوماسية أكثر عظمة من دعمكم، فلسطينيين وإسرائيليين في كفاح يتحدى جميع المعوقات، من أجل السلام.

*كاتب عمود في صحيفة هآارتس ومحرر رئيس في Haaretz.com وقد حصل على جائزة إلياف سرطاوي لصحافة الشرق الأوسط، والتي قدمت له في الأمم المتحدة العام 2006، والمقال (مقتطفات من خطاب تنصيب وهمي)... وينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2329 - الثلثاء 20 يناير 2009م الموافق 23 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً